"التقاعد حق مشروع، ومسؤولية سدّ العجز لن تُلقى على عاتقنا"

 تجمّع صبيحة اليوم عشرات العمال المنتمين لشبه طبي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا في الجزائر العاصمة، في وقفة احتجاجية بسبب تجميد طلبات الإحالة على التقاعد الخاصة بهم، والتي قد تقدموا بها لإدارة المستشفى في فترات زمنية متفاوتة ترجع إلى 3 سنوات لدى بعضهم.وعبّر هؤلاء لـ “الخبر” عن استيائهم من تماطل الإدارة في دراسة ملفاتهم والردّ عليها، إذ أكّدوا أنهم في كل مرّة يقصدون مدير المستشفى أو مديرة الموارد البشرية لا يجدون آذانا صاغية، وصرّح لنا أحد الممرِّضين أن “كل جهة تتنصل من المسؤولية وترمي بنا إلى جهة أخرى، وبقينا كالكرة تتقاذفها الأرجل”. وأضاف آخر “ملفات التقاعد الخاصة بنا تلقى مصيرا واحدا هو التخزين في الأدراج دون دراسة أو ردّ حتى بالسلب”.وأضاف محدّثونا أن مطلبهم هذا يعدّ حقا مشروعا لكل عامل، إذ بمجرّد تأدية هذا الأخير لـ32 سنة خدمة فهو يستحق الخروج إلى التقاعد، الحقّ الذي أنكرته إدارة المستشفى على حدّ قولهم، وضربت بمصلحة الممرض والمريض عرض الحائط، مثبتين ادّعاءهم بوثائق تحوز “الخبر” على نسخ منها تثبت قضاء بعض الممرضين مدة تزيد عن 32 سنة خدمة في القطاع، وهو حال السيد رشيد الذي تقدّم بطلب التقاعد في 2015 بعد تأديته 34 سنة خدمة في التمريض بالمستشفى، إلا أنه لم يتلق أي ردّ من الإدارة، الأمر الذي اعتبره هو وزملاؤه الذين يواجهون نفس المشكل إجحافا في حقهم ونكرانا لخدماتهم وتضحياتهم. “قدّمنا الكثير وآن الأوان لنستريح”وأكّد محدّثونا أنهم أصبحوا غير قادرين على تأدية واجبهم على أكمل وجه، بسبب الأمراض العضوية والنفسية التي باتوا يعانون منها، حيث صرّحوا لنا بتعبير واحد “بركات.. لا نستطيع الاستمرار في الخدمة أكثر، أوضاعنا الصحية لا تسمح بذلك”. وأفاد العديد من الممرضين أن الفترة التي قضوها في الخدمة كانت حافلة بالأحداث الساخنة التي أثرت فيهم كثيرا، على غرار العشرية الحمراء، حيث مارس هؤلاء مهنتهم في وسط حمام الدم الذي ترك أثره على صحتهم النفسية والعقلية. “سد العجز ليس مسؤوليتنا”وقد عبّر المحتجون عن رفضهم القاطع الاستمرار في العمل لسدّ العجز الذي يشهده قطاع شبه الطبي في الجزائر، محملين السلطات الوصية كامل المسؤولية في نقص الموارد البشرية، قائلين “نحن لا ندفع ثمن أخطاء ارتكبها آخرون”، مؤكدين أنهم سوف لن يتوقفوا عن الاحتجاج إلى غاية تلبية مطلبهم، وإحالتهم على التقاعد.