+ -

فشل المغرب في تولي أول منصب له في هياكل منظمة دول عدم الانحياز، التي تعقد أشغالها على مستوى المندوبين في جزيرة مارغريتا بفنزويلا. وحمّل الوفد المغربي الجانب الجزائري المسؤولية عن هذا الفشل. اتهم ممثل المغرب الدائم بالأمم المتحدة، علي هلال، الجزائر برفع فيتو على تولي المغرب رئاسة اللجنة السياسية بالمنظمة، محمّلا إياها تعطيل أشغال الجلسة الافتتاحية، واضعا بلده في موقع الضحية كالعادة. ونقلت مصادر إعلامية مغربية عن وزير الداخلية، الأسبق، أن الهدف، غير المعلن، للجزائر، لا يتمثل في رئاسة اللجنة السياسية، وإنما في استبعاد ترشيح المغرب من خلال العرقلة، ثم التوافق بشأن مرشح ثالث.وعاد مقعد رئيس اللجنة السياسية لممثل فنزويلا البلد المضيف بناء على أحكام بند قرطاجنة، الذي يسمح للبلد المضيف بتولي رئاسة اللجان في حالة عدم التوصل إلى اتفاق حول المرشحين. ولم يصدر تعليق من الوفد الجزائري بخصوص تصريحات ممثل المغرب. وهي اتهامات غير جديدة، خصوصا في المؤتمرات التي يحضرها علي هلال، أحد رموز التيار المعادي للجزائر في المخزن.وزعم ممثل المخزن أن الموقف الجزائري المتصلب أحرج البلد المنظم، الحليف التقليدي للجزائر، في عملية تضليل إعلامي وسياسي ومحاولة للإيقاع بين الجزائر وفنزويلا، التي لا يحمل المخزن كثيرا من الود لها، ولم يتردد قبل عدة سنوات في إعلان الاعتراف بقادة انقلاب ضد الرئيس الراحل هوغو تشافيز.ولا يعد الموقف المغربي مفاجئا.. والتحامل على الوفد الجزائري أمر منتظر، في ظل تكهرب الأجواء بين دبلوماسيي البلدين في المؤتمرات الدولية والإقليمية ضمن المشاهد المتعود عليها، في إطار عملية الإنهاك الدبلوماسي الذي يمارسه كل بلد ضد الآخر، وفي مرحلة يقود فيها المخزن عمليات نقل الصراع إلى مؤسسات تملك فيها الجزائر نفوذا واسعا، مثل الاتحاد الإفريقي ومنظمة عدم الانحياز.ويفسر الهجوم على الجزائر بحالة الإحباط التي يعيشها المخزن، بعد سلسلة الانتكاسات التي تعرض لها مؤخرا، من خلال رفض الاتحاد الإفريقي التحاقه بالمنظمة القارية، وقرار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية إبطال الاتفاق الفلاحي بين بروكسل والرباط.وأطلق المغرب مستغلا تراجع النفوذ الجزائري، وافتقاد واضعي السياسات الخارجية لبعد النظر، وتغير التحالفات الإقليمية، حملة دبلوماسية ومدعومة بقوى غربية أوروبية لاقتحام بعض مواقع النفوذ جزائرية، ومنها الاتحاد، واشترط لهذا الخصوص إبعاد الجمهورية الصحراوية من الهيئة للدخول.. غير أن المحاولة باءت بالفشل. ويشعر المغاربة بثقة من أنهم سيحققون مرادهم في المستقبل، سواء خلال القمة المقبلة أو بعدها.ويقود رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، الوفد الجزائري إلى قمة دول عدم الانحياز، التي تنطلق رسميا يومي 17 و18 سبتمبر 2016 بجزيرة مارغريتا في فنزويلا، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.وسيكون ولد خليفة مرفوقا بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، الذي عيّنه رئيس الجمهورية لتمثيل بلدنا في الاجتماع الوزاري الذي يسبق القمة.         

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات