"امتحان صعب"للجزائر أمام اللجنة الأممية لحقوق الإنسان

+ -

تخوض الجزائر، أمام الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، التي انطلقت أمس وتستمر إلى 30 من الشهر الجاري، امتحانا صعبا في مختلف الملفات المتعلقة بحماية وترقية حقوق الإنسان. وأبرز العناوين التي ستعطي فيها الجزائر إجابات دولية “واضحة”، تتصل بعقوبة الإعدام والاختفاء القسري وحماية المهاجرين، علاوة على المشاركة في الشأن السياسي والعام على قدم المساواة بين الجميع.أبلغت الجزائر، حسب التقرير السنوي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في الشق المتعلق بمسألة الإعدام، اطلعت “الخبر” على نسخة منه، الأمم المتحدة في التقرير المرفوع لها بمناسبة الدورة الثالثة والثلاثين، بكافة المعلومات التي تتعلق بالضمانات والاحتياطات القانونية المنصوص عليها بخصوص الحقوق المدنية والسياسية التي “تحرم” انتهاك الحق في الحياة.ومن ضمن هذه الحقوق، فرض عقوبة الإعدام، حيث جاءت الجزائر مذكرة من الأمم المتحدة تذكرها بأن “فرض العقوبة بعد محاكمة لم تحترم فيها أحكام المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يعد انتهاكا للحق في الحياة”. وأشارت المذكرة إلى أن “إرغام شخص على الاعتراف بالذنب أو على توقيع اعتراف مكرها يقر فيه بالذنب ينتهك كلا من المادة 7 والفقرة 3 من المادة 14 ذاتها التي تنص على أن يحاكم الموقوف دون تأخير لا مبرر له”.وبناء على هذه المذكرة، قدمت الحكومة، حسب التقرير السنوي، معلومات تتعلق بالضمانات والاحتياطات القانونية المنصوص عليها في القوانين المطبقة لديها. وتشمل هذه الضمانات والاحتياطات، الحق في المحاكمة العلنية، والحق في التمثيل القانوني واتخاذ محام، بما في ذلك إسناد محام تتكفل بمستحقاته، واحترام مبدأ مراعاة قرينة البراءة والحق في الطعن في الحكم، والتحرر من التعذيب”.الاختفاء القسري..كما ستفتح الدورة الثالثة والثلاثون للمجلس الأممي لحقوق الإنسان ملف الاختفاء القسري، خصوصا أن السلطات الجزائرية قد وافقت على زيارة يقوم بها الفريق الأممي المعني بحالات الاختفاء القسري، مثلما هو معلن على الموقع الإلكتروني للمفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان. ومن المنتظر أن تجرى الزيارة في النصف الثاني من السنة الجارية، ولم يبق على انتهاء السنة سوى ثلاثة أشهر.وتمانع الجزائر منذ سنوات زيارة الفريق الأممي للتحقيق في هذا الملف “الحساس”. فقد كشف تقرير لنفس الفريق عن “استياء الأمم المتحدة من الجزائر، بسبب رفضها استقبال فريقها حول الاختفاء القسري أو غير الطوعي”، وذلك طبقا لتقرير عرض ضمن الدورة الـ30 لمجلس حقوق الإنسان المنعقد بجنيف في سبتمبر 2015. ومع هذا، أعلن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، عن قبول طلب زيارة فريقه الأممي للجزائر، ضمن الزيارات القطرية للمكلفين بولايات في إطار الإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان.وستخضع الجزائر أيضا إلى “المساءلة” بشأن ملف “تسجيل الولادات وحق كل إنسان في أن يعترف له بالشخصية القانونية في كل مكان”. وهنا على ما يبدو فإن الجزائر قد حضرت نفسها مسبقا، من خلال قانون البصمة الوراثية في الإجراءات القضائية والتعرف على الأشخاص، حيث يجيب القانون عن تساؤلات الأمم المتحدة بشأن الاعتراف للمواليد بالشخصية القانونية، وذلك عن طريق تحديد السلطات التي تخول لها صلاحيات الأمر، بأخذ العينات البيولوجية من أجل إجراء التحاليل للحصول على البصمة الوراثية أو الترخيص بأخذها.الصحة “مريضة”..ملف :”الصحة” في الجزائر أيضا سيكون حاضرا في الدورة الأممية، وذلك بناء على الزيارة التي قام بها المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بالحق في الصحة، نهاية أفريل وبداية ماي 2016، حيث تناول القضايا المتعلقة بالعنف والصحة العقلية ووضع بعض الفئات المعينة من السكان، بمن في ذلك النساء والمراهقون والشباب والأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة – الإيدز، ومتعاطي المخدرات والمهاجرين واللاجئين، والأشخاص الذين يعانون من الإعاقة والذين يمثلون في رأيه اختبارا حقيقيا للإعمال الكامل للحق في التمتع بالصحة في البلاد. ومنتظر من الجزائر تقديم إجابات بخصوص الانتقادات التي وجهها لها المقرر الأممي، خصوصا ما تعلق بـ”التحديات الكبيرة أمام الوصول المتساوي إلى الخدمات ذات الجودة”، لاسيما مع :”استمرار التركيز المفرط على الرعاية الصحية في المستشفيات على حساب الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز الصحة والوقاية”، حسب بيان نهاية الزيارة المنشور على موقع المفوضية السامية لحقوق الإنسان.وتشمل إجابات الجزائر أيضا، ما أشار إليه المقرر الأممي من “ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة، والعقبات أمام إعمال حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، وانتشار العنف ضد المرأة بما في ذلك العنف المنزلي”، فقد حذر، حسب البيان، من أن “كل هذا يمثل تحديا خطيرا بالنسبة للمرأة في الجزائر في مواجهة تمتعها بالحق في الصحة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات