38serv

+ -

يدور حديث لدى قيادة جبهة التحرير الوطني، عن حسم مسألة رحيل الأمين العام، عمار سعداني، من الحزب، وقد رشّح لخلافته عضو المكتب السياسي السابق، السعيد بوحجّة، وعضو اللجنة المركزية، مصطفى معزوزي، والمناضل العياشي دعدوعة (عضويته مجمدة في الأفالان). كما يُفكّر “القائمون” على شؤون الحزب، في إنشاء “قيادة جماعية” لتحضير التشريعيات القادمة، يشارك فيها عبد الرحمن بلعياط وعبد الكريم عبادة. ستعرف جبهة التحرير الوطني، مع نهاية سبتمبر الجاري، حسب مصادر مطلعة، تغييرات جذرية على مستوى القيادة، بالموازاة مع حسم قرار رحيل عمار سعداني من الحزب، ليس طواعية أو بالاستقالة، وإنّما عن طريق اللجنة المركزية التي من المرتقب أن تفصل في رحيله خلال الأيام المقبلة.وتشير مصادرنا إلى أن المرشح القويّ لخلافة سعداني قد استقر على القيادي السابق السعيد بوحجّة، فيما يليه وبحظوظ أقل عضو اللجنة المركزية مصطفى معزوزي، الذي لم يخف نية ترشحه أمام أشغال اللجنة المركزية في 29 أوت 2013، كما يُطرح اسم المناضل العياشي دعدوعة لكن بنسبة ضئيلة. فيما استبعد اسم عضو اللجنة المركزية الطيب لوح (وزير العدل) لخلافة سعداني لاعتبارات تتعلق بانتمائه الجهوي.وأوضحت مصادر “الخبر” أن سعداني يرفض العودة إلى ممارسة نشاطه كالمعتاد، بسبب حسم قرار انسحابه دون مشاورته. فطيلة الصائفة أشرف سعداني على نشاط واحد “قسرا” احتراما لموعده مع قياديين من حركة “حماس” الفلسطينية زاروا الجزائر مؤخرا، فاستقبلهم بعيدا عن أعين الصحافة، بينما كان ينتدب قياديين من الحزب لتمثيله في مختلف النشاطات الحزبية الرسمية، من بينها الجامعتان الصيفيتان للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات والاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، وغيابه عن تنصيب لجنة الدراسات رغم حضورها من طرف وزراء وهم هدى فرعون وغنية إيدالية وعبد السلام شلغوم والطاهر حجار.التوجّه إلى التفكير في إنشاء “قيادة جماعية” لتسيير الحزب وتحضيرا للانتخابات التشريعية، حسب مصادرنا، أصبح هو الخيار الملائم للفترة “الحرجة” التي يمر بها الأفالان، خصوصا وأن “الغريم” التجمع الوطني الديمقراطي يتحرك بقوّة، وعلى هذا الأساس، وطبقا للمصادر، فإن القيادة الجماعية ستكون مكوّنة من 20 شخصية ثقيلة في الحزب العتيد، وترفق بفتح “مصالحة” بين القيادات تمهيدا لعودة عبد الرحمن بلعياط وعبد الكريم عبادة للحزب عن طريق اللجنة المركزية. وبالموازاة مع هذه التحركات في جبهة التحرير الوطني، نشر في الموقع الإلكتروني للحزب تهنئة تحمل توقيع سعداني لمناضليه والشعب الجزائري، بمناسبة عيد الأضحى. وفي جزء من فحواها، قال سعداني: “ندعو الله أن يعيد هذه المناسبة السعيدة عليكم وعلى وطننا بالسلام والتقدم والرقي، مع استمرار ريادة حزب جبهة التحرير الوطني في الساحة السياسية، وفي كنف المحبة والأخوة بين المناضلين الحاملين لقيم الحزب الخالدة”.ومنذ جوان 2016، لم يظهر أثر لسعداني على الساحة السياسية، وهو المعروف بتعاطيه مع القضايا الوطنية بـ”حرارة”، ورغم أن الأسبوع الأول من شهر سبتمبر قد انقضى، إلا أن سعداني لم يف بوعده، وهو الذي قال للصحفيين في جنازة الوزير الراحل بوعلام بسايح إنه سينشط ندوة صحفية يرد فيها على المتسائلين عن غيابه الطويل و”غير المبرر”.وبعد هذا الظهور، خرج سعداني وهو يستقبل وفدا عن حركة “حماس” الفلسطينية في زيارة لهم للجزائر، لكن دون حضور الصحفيين، واكتفى بنشر بيان عن اللقاء مرفق بصورة له مع قيادي من “حماس” على الموقع الإلكتروني للحزب. وبعد أيام قليلة تصل قاعات التحرير لمختلف وسائل الإعلام، دعوة لحضور تنصيب لجنة الدراسات للحزب، التي يشرف عليها سعداني، فكانت هبة الصحفيين كبيرة، سرعان ما انخفضت مع إعلان عضو المكتب السياسي، جمال ولد عباس، تعذر قدوم سعداني لـ”أسباب طارئة”.وتتماشى هذه التطورات في الحزب العتيد، مع تحركات 130 نائب في البرلمان وقعوا على عريضة أرسلوها إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني وأمين عام الأفالان عمار سعداني، يطلبون فيها بضرورة تجديد هياكل البرلمان، وحجتهم في ذلك عدم رضاهم عن جماعة سعداني في الغرفة السفلى. لكن “أحلام” هؤلاء تلاشت بعدما قرر سعداني عدم التجديد، واتفق معه في ذلك أمين عام الأرندي، أحمد أويحيى، الذي أبلغ نوابه بهذا الخبر في اجتماع له معهم الأحد الماضي بمقر الحزب في العاصمة. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات