فضل تأجيل لقائه مع “الخبر” إلى حين تفرغه من معاينة كل مرضاه سواء الذين جاؤوه للعيادة أو المبرمج زيارتهم لبيوتهم لعجزهم عن التنقل، وعندما حان الوقت المحدد أعطى الأولوية لأداء صلاة العصر، لتكون لنا معه في الأخير دردشة استرجع فيها ذكرياته مع المهنة النبيلة.إنه الدكتور طلحي مالك، أب لأربعة أبناء منهم ثلاثة ذكور وبنت، اثنان منهم جامعيان، قضى مدة 36 سنة في خدمة الطب والمرضى، مسيرة أمضى 4 سنوات منها في القطاع العمومي بمدينة عنابة، ليمضي ما تبقى من سنوات طويلة بعيادته الخاصة ببلدية الذرعان في ولاية الطارف التي اعتبر من أقدم الأطباء بها، ابن شهيد وخريج الجامعة الجزائرية من كلية الطب بقسنطينة سنة 1979، لتكون وجهته التالية مدينة ليون الفرنسية التي أجرى بها تربصات تطبيقية في مجال الطب وأخرى في شكل رسكلة طبية بنفس المنطقة من بفرنسا.ترأس مكتب الهلال الأحمر الجزائري لولاية الطارف لمدة 16 سنة، حيث كانت تجدّد فيه الثقة المطلقة في كل جمعية انتخابية، إلى أن طلب الإعفاء وأصر عليه بداية هذه السنة، شارك ضمن فعاليات الملتقى العالمي بجينيف السويسرية للهلال والصليب الأحمرين، وملتقى مماثل للقارة السمراء في الجزائر العاصمة، وكانت له مساهمات تضامنية فعالة محليا ووطنيا منها التضامن الرمضاني وختان الأطفال مجانا، وحملات الإسعاف والوقاية الصحية محليا ووطنيا واستباقه إلى حالات الطوارئ التي تستدعي مشاركة الجميع، إلى جانب المعاينات الطبية التطوعية لفائدة العجزة والمسنين والعاجزين عن التنقل لعيادته، مع معاينات طبية بالمجان في عيادته لمرضاه المعدمين الذين يكتشف أنهم لا يقدرون حتى على دفع حق المعاينة، ولا يرى في ذلك أي إحراج طالما أنه مقتنع بأن عمله إنساني بالدرجة الأولى وللجميع الحق في الصحة والوقاية. اكتسب الدكتور طلحي الذي ينحدر أيضا من البلدية ذاتها سمعة من ذهب في الوسط الاجتماعي والرسمي، حيث أسندت إليه العيادة الطبية للمؤسسة العقابية بالذرعان لمدة 25 سنة، ثم العيادة الطبية للشرطة بنفس البلدية لمدة 32 سنة، وطيلة مسيرته التي أكسبته شهرة شعبية ظل بعيدا عن التخندق الحزبي والعروض السياسية، مفضلا الحياد وخدمة سكان المنطقة وجوارها، حيث تعدت شهرته إلى ولايات الجوار مثل ڤالمة، عنابة وسوق أهراس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات