الرواية والقصة حاضرتان .. والتاريخ سيد الرفوف

تستعد دور النشر الجزائرية، كل سنة، لدخول المعرض الدولي للكتاب بالجزائر بقوة باعتباره الفضاء الأوسع والأكثر استقطابا لجمهور القراء، كما يعتبر الموعد الأهم بالنسبة للكتاب والقراء والدور على السواء، رغم إبداء الناشرين بعض التحفظ على وصف ذلك بالدخول الأدبي لافتقاد الجزائريين لثقافة القراءة والمتابعة والاهتمام بما ينشر حديثا. حاولت “الخبر” أن تقترب من بعض دور النشر لتقدم للقارئ واجهة ولو محدودة عما ستجود به خلال المعرض الدولي للكتاب في دورته 21، والتي تنوعت بين كتب دينية وتاريخية وكتب أدبية لأسماء مكرسة وأخرى شابة، مع عرض بعض انشغالات الناشرين في ظل انحصار الدعم والقوانين الجديدة الخاصة بالنشر. يتصدر الكتاب الديني إصدار عدد كبير من دور النشر، حيث تدخل منشورات “دار العثمانية” صالون الجزائر الدولي للكتاب بإصدار ديني جديد يحمل عنوان “الفكر الديني عند مالك بن نبي” للدكتور الهادي محمد السعدي الذي يتناول نظرة فيلسوف العصر مالك بن نبي للدين الإسلامي وهو أحد الذين اعترفت لهم البشرية اليوم بالإمامة في مجال تغيير الأفكار وبناء الحضارات، فيما حرصت دار الهدى على التنوع في إصداراتها وتقديم كتب جديدة، حسب ما أدلى به مدير الدار مصطفى قلاب لـ”لخبر”، حيث سيجد القارئ برفوف الدار كتاب “الطهارة والصلاة” للعلامة إدريس عبدو، كما ستعرض “دار قرطبة” منشورها الجديد المتمثل في “التفسير المنهجي للقرآن الكريم” للشيخ شريف قصار بترتيب النزول من أول سورة إلى آخرها، أما دار العلوم للنشر والتوزيع فستقدم “كتابي في التربية الإسلامية” لمؤلفة علي بعلي موجه لتلاميذ الطور الابتدائي.تاريخ الجزائر.. من القديم إلى الحديثتدشن دار “القصبة” صالون الكتاب لهذه السنة بمجموعة مهمة من الكتب التاريخية، منها مذكرات باللغة الفرنسية للمجاهد محمد عزوزي بعنوان “الحظ في أن تبقى على قيد الحياة”، ومذكرات المجاهد عبد الوهاب قدماني الذي يروي مسيرته الثورية بعنوان “مسار مناضل في حرب التحرير” والتي تعتبر شهادات الرجل وكفاحه من أجل القضية الوطنية، فيما تقدم “زمن الإنكشارية” للأستاذ كريم يونس رئيس المجلس الوطني الشعبي الأسبق، كما ستنشر الدار شهادات “في حقل الشرف” للكاتبة رشيدة أجعود.تعود قرطبة بثلاثة إصدارات تاريخية وتقدم كتاب “الشتات الأندلسي في الجزائر والعالم” للدكتور فوزي سعد الله، وكتاب “الدخول العثماني للجزائر” للدكتور محمد دراج والذي يتناول مراحل دخول العثمانيين للجزائر وما ترتب عن ذلك، كما تعرض الدار كتاب “مذكرات بربروس” التي نقلها من اللغة التركية للعربية الدكتور محمد دراج.ولزائر دار الهدى ما سيكتشفه عن تاريخ الثورة في كتاب “من مقلب الثورة” عبارة عن مذكرات الضابط بن خرشوش السعيد، وآخر يمثل مجموعة من مصنفات العلامة الشيخ “عمر أبو حفص الزموري” من إعداد الأستاذ بلقاسم ايت حمو يتحدث فيها عن حياة الشيخ وأعماله، فيما فضلت دار العثمانية تقديم جديدها في التاريخ والمتمثل في كتاب للدكتور حميدة عميراوي بعنوان “دور عثمان خوجة في تطور القضية الجزائرية”، يتناول ما قام به حمدان خوجة في سبيل الجزائر في بداية الاحتلال وقبل الثورة إذ دافع عن القضية الجزائرية أمام الرأي العام الفرنسي والعالمي وتعاون مع الجالية الجزائرية في فرنسا ومع العديد من المنفيين بباريس للضغط على حكومة فرنسا وبرلمانها، كما ساهم في اللجنة الإفريقية من أجل توضيح القضية الجزائرية، كما نجد كتاب “مذكرات قنانش” باللغتين الفرنسية والعربية للباحث خالد مرزوق.الكتب العلمية والقانونية لها قراؤهافيما غلب الجانب القانوني على جديد “دار العلوم” التي ستعرض بجناحها عدة إصدارات علمية وقانونية منها كتاب “شركة المحاصة النظام القانوني في جزئه الثاني”، وكتاب “شركة محاصة تشريعا، فقها، قضاء” في جزئه الأول للدكتور رابح بن ذراع، وكتاب “محاضرات في قانون العمل” الذي يتطرق إلى قانون العمل المعمول به في الجزائر من نصوص ومواد، و”نظام التقاعد والمعاشات في الجزائر” الذي يسمح للقارئ بالتعرف على طريقة إحالة العامل على التقاعد شروط وواجبات ذلك للدكتور خليفي عبد الرحمن و”أحكام التنفيذ في قانون الإجراءات المدنية والإدارية” للدكتور عمارة بلغيث، وكتاب “قانون المرور” الذي أنجزته دار العلوم للنشر والتوزيع، كمـــا يجد التلاميـــذ بنفــس الدار “كتابي في القراءة والكتابة والحساب” موجه لتلاميذ المدارس. ويمكن للقارئ العثور بجناح دار العثمانية على عدة عناوين تخص الجانب العلمي والقانوني، منها كتاب “قانون العمل” و”القضاء الاجتماعي في الجزائر” لعبد الرحمن خليفي، و”النظام الدستوري” للكاتب العيفة أويحي الذي يتناول الدستور الجزائري الجديد. كما تقدم الدار كتيبا يحمل السيرة الذاتية للصحفي رابح محيوت، يشمل المغامرات الصحفية التي عاشها الصحفي خلال مساره المهني بعنوان “صحفي الحزب تقول؟”. أما دار قرطبة فستوفر لزوارها عنوانا جديدا يمثل “دراسات سيسيولوجية” من إعداد مجموعة من أساتذة علم الاجتماع بجامعة البليدة.