طائرات الجوية الجزائرية حكر على كبار الموظفين في الجنوب

حافظت شركة الخطوط الجوية الجزائرية على نفس عدد المقاعد المتوفرة لنقل المسافرين من ولايات الجنوب إلى الشمال، بينما تضاعف عدد المسافرين، لدرجة أن التنقل بالطائرة في بعض المناسبات صار محصورا على المسؤولين وأقاربهم!فقد بات التنقل بواسطة الطائرة من العاصمة إلى أي من ولايات الجنوب ممنوعا عن المواطنين العاديين من الجنوب، ليس بسبب ارتفاع سعر تذاكر السفر، بل بسبب العدد المحدود من المقاعد في الطائرات التي تنقل المسافرين من الشمال إلى الجنوب.وتحولت رحلات نقل المسافرين على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية من ولايات مثل غرداية إلى العاصمة إلى موضوع سخرية، بسبب عدد المقاعد في الطائرات، ففي ولاية بلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة تقريبا تخصص الخطوط الجوية الجزائرية طائرة لا يزيد عدد المقاعد فيها عن 60 في رحلة كل يوم، ولا يختلف الوضع في ولايات أخرى مثل الوادي وأدرار وورڤلة وتمنراست، ومن المستحيل في مواسم الأعياد والدخول المدرسي التنقل بالجو بالنسبة للناس العاديين، لأن المقاعد تكون محجوزة لكبار الموظفين، ويطالب مواطنون وأعيان من عدة ولايات بالجنوب منذ سنوات بتوفير خدمة النقل الجوي للمرضى ومجانية النقل الجوي بالنسبة لرحلات العلاج، بسبب افتقار المناطق النائية في الجنوب للأخصائيين، وجدد الأعيان المطالبة بتخفيض حقيقي لسعر التذكرة خاصة في الخطوط الجوية وليس كما هو مطبق الآن بتخفيض سعر تذكرة عدد محدد من المقاعد في كل رحلة.ويستحيل نقل أغلب المرضى من الجنوب للعلاج في الشمال برا بواسطة الحافلة بسبب بعد المسافة، حيث يصل طول مدة الرحلة بين تمنراست أو إليزي والعاصمة إلى أكثر من 30 ساعة، ويضطر رغم هذا بعض أقارب المرضى لتأجير سيارات إسعاف بمبالغ تتعدى 60 ألف دينار من أجل نقل مريض إلى مستشفى في العاصمة، حيث يطلب من أقارب بعض المرضى الانتظار بسبب قلة عدد سيارات الإسعاف خاصة في البلديات النائية.ويتطلب إجراء فحص تخصصي بسيط أو تحليل مخبري في مخبر متخصص بالنسبة لمواطن يقيم في عين أمڤل أو عين ڤزام في ولاية تمنراست توفير مبلغ لا يقل عن 50 ألف دينار، وهي تكاليف التنقل والمبيت في العاصمة أو في غرداية أو مدينة كبرى، ورغم هذا الوضع الكارثي إلا أن مرضى المناطق النائية في الجنوب يواجهون الوضع في صمت وصبر.