+ -

مع كل عيد أضحى، تسترجع بعض العائلات، سيناريوهات سنوات ماضية عجزت خلالها في “التخلص” من الأضاحي خلال أوقات مبكرة من صبيحة كل عيد، وذلك بفعل عجز رب الأسرة أو عدم إتقانه لفنون النحر بمعية بقية الذكور ذات العائلة إن وجدوا. يبقى أكبر ما تتمناه العائلات خاصة النسوة، أن تتم عملية النحر قبيل حلول الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف على أقصى تقدير، وذلك ليتمكن من غسل وتنظيف “الدوارة” وما يتضمنه باطن الأضحية من لحوم على اختلاف أنواعها إضافة إلى “البوزلوف”.

تقول “ج.عائشة”، وهي سيدة في أواخر العقد الرابع من العمر حول الموضوع: “نضطر مع حلول كل يوم عيد أضحى مبارك إلى انتظار الشخص القادر على نحر أضحيتنا، خاصة وأن زوجي يعاني من عاهة مستديمة لا تسمح له بأداء المهمة، وهو ما يجعلنا في حالة ترقب إلى حين حلول موعد الفرج والتي عادة ما تكون في حدود الساعة الحادية عشر صباحا في غالب الأحيان، مما يضعنا أمام مأزق حقيقي كنساء مطالبات بتحضير الوجبة الأولى خلال أجل زمني لا يتعدى الواحدة زوالا”. من جهته، يعترف الشيخ “م. محمد” 74 سنة، بأنه عادة ما يستنجد بأحد أبناء الجيران ممن يجيدون نحر الأضاحي، إذ يقول: “قدراتي الصحية لا تسمح لي بالاعتماد على نفسي في عملية الذبح التي كنت أجيدها في شبابي، فابني البكر لا يفقه شيئا في الأمر وهو ما يجعلنا نباشر رحلة البحث عن “ذباح” مباشرة بعد تأدية صلاة عيد الأضحى المبارك، قبل أن نتمكن من ذلك عادة مع حلول الساعة العاشرة والنصف صباحا”.أعتمد على نفسيوكان الشاب أحمد في الثلاثينيات من العمر قد شد انتباهنا وهو بصدد اقتناء بعض أدوات النحر من إحدى المحلات الشعبية بحي “بن حمودة” بسيدي بلعباس، وهو ما جعلنا نسارع لمفاتحته في ملف النحر ومدى إتقانه للعملية ليأتي رده مخالفا لكل التوقعات حين قال: “صراحة لا صلة لي بعملية الذبح، فأنا لا أفقه شيئا في العملية، إلا أنني أغطي عجزي هذا بمساعدة “الذباح” في كل خطوة تتطلب جهدا عضليا حتى أخفف عنه. المتحدث واصل معترفا: “عادة ما يتطلب مني البحث عن من ينحر أضحيتي معدل ساعتين تقريبا، وهنا لا أنكر بأنني أعيش تلك الفترة على الأعصاب بفعل الضغط الذي تفرضه عليّ ربة الأسرة (يضحك) بالنظر لرغبتها في “طي الصفحة” قبيل حلول موعد الظهيرة، وذلك لما يتطلبه الأمر من جهد بدني مضني”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات