رئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني تحولوا إلى “مضحكة عمومية” في افتتاح الدورة البرلمانية الحالية! والسبب هو وقوفهم لـ«التصور” مع لوحة فيها اسم الرئيس بوتفليقة، قالوا عنها إنها تكريم للرئيس بوتفليقة من طرف هؤلاء وباسم النواب!مرد الضحك في هذا التكريم هو أنه جاء بهذه الصورة البائسة، أناس في أعلى هرم السلطة لا يتاح لهم تكريم الرئيس شخصيا و«التصور” مع شخصه، فيقومون بكتابة اسمه على لوحة و«يتصورون” معها تبركا باسمه! تعذر عليهم “التصور” مع شخصه فـ«تصوروا” مع اسمه! وهو أضعف الإيمان! وظهر واضحا للعيان أن المسرحية كلها من هذا التكريم هو “التصور” مع اسم الرئيس كدلالة على الولاء! ولكن الإخراج الإعلامي الذي أنجز به هؤلاء عملية التكريم دلت على أن الرئيس هو الذي كرم هؤلاء بالسماح لهم بـ«التصور” مع اسمه مكتوبا على يافطة وليس “التصور” مع شخصه أو حتى صورته كما جرت العادة، والدليل أن الرئيس المكرم لم يستفد من هذه العملية لا ماديا ولا معنويا، والمستفيد من التكريم هم هؤلاء الذين خلقوا مناسبة إعلامية بهذه الطريقة التي تمس بسمعة الرئيس قبل أن تمس بسمعة هؤلاء! لو كان هؤلاء المتزلفون يريدون فعلا تكريم الرئيس لما كرموه بهذه الطريقة البائسة التي كرموا بها أنفسهم إعلاميا وادعوا أنهم يكرمون الرئيس! لو قام هؤلاء بتكريم الرئيس بطريقة أخرى فيها مثلا معنى للتكريم، لقاموا بتنظيم ندوة برلمانية ليوم أو نصف يوم تحدثوا فيها عن مسيرة الرجل وإنجازاته في الثورة وفي الاستقلال، لكن هذا المستوى من التفكير في موضوع التكريم لا يتناسب مع حكاية تكريم هؤلاء لأنفسهم من خلال تكريم الرئيس ادعاء! ومستوى إخلاصهم للرئيس لا يرقى إلى هذا المستوى من التفكير والممارسة! صورة التزلف البائس التي ظهر بها هؤلاء لا تختلف عن تلك الصورة البائسة التي قام بها رئيس أحد الأحزاب المجهرية الجهوية حين قرر إنشاء جمعية لدعم برنامج الرئيس بوتفليقة ودعا إلى عضويتها أكثر من 60 سفيرا أجنبيا معتمدا لدى الجزائر! في انتظار إنشاء جمعية لدعم برنامج الرئيس من رؤساء الدول التي ينتمي إليها هؤلاء السفراء! وجاء هذا الضارب لبندير الشيتة البائسة إلى قناة فضائية أكثر منه بؤسا في الشيتة، وأعلن عن هذا وقال: إنه يقوم بذلك تحت الرعاية السامية للرئيس؟!عزاؤنا أن الرئيس بوتفليقة لا يرى مثل هذه المهازل في الإعلام والمؤسسات، خاصة أنه عرف عنه أنه يمقت الشيتة البائسة المبتذلة، فقد حدث ذات مرة أن أهداه أحدهم سرجا وهو يعرف أنه يكرهه، فما كان من الرئيس سوى أنه همس في أذن أحد مساعديه قائلا له: “والله لو وضع هذا السرج فوق ظهره وقال لي اركب ما صدقت أبدا أنه مخلص فيما يفعل.! ولعل هذا هو حال الذين يكرمون أنفسهم عبر “التصور” مع اسم الرئيس في لوحة!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات