عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم بعد حادثة وفاة الرضيعين

38serv

+ -

 تسببت حادثة وفاة رضيعين بعيادة خاصة بمنطقة الرويبة بالعاصمة، شهر جويلية الماضي، في عزوف كبير من طرف الأولياء عن تطعيم أبنائهم، بالنظر إلى المخاوف التي خلفها التلقيح. وما رفع في درجة القلق، هو تأخر وزارة الصحة في الإعلان عن نتائج التحقيق الذي فتحته على خلفية الحادثة. الأمر الذي وضع أطباء الأطفال تحت الضغط.فحسبما سجلناه في أوساط الأولياء، فإن التلقيح أصبح مصدر قلق بالنسبة لهم.. فبعد أن كانوا ينظرون إلى هذا الأخير على أنه علاج يقتضي منهم الحيطة بالنظر إلى الحمى التي يتسبب فيها، أصبح اليوم الخوف أكبر وهو وفاة رضيعهم، بعد أن ارتبط اسم اللقاح بالموت منذ حادثة الرضيعين. فهناك عدد منهم فوّت موعد التلقيح لانتظار تطمينات أكثر. وهناك حالات أكد لنا بعض القائمين في مراكز التطعيم أنهم قصدوا المكان وغادروه دون تلقيح أبنائهم، رغم أنهم كانوا في طابور الانتظار، ناهيك عن الحديث المتواصل عن حادثة عيادة الرويبة.من جهة أخرى، وضعت الحادثة المذكورة أطباء الأطفال تحت الضغط. فحسبما صرح به عدد منهم لـ«الخبر”، فإنهم أصبحوا يتلقون شكاوى كثيرة وأسئلة واستفسارات يومية من قبل أولياء الرضع، ويتم استشارتهم من قبل هؤلاء حول إخضاع أبنائهم للتلقيح أم لا، ومدى خطورة هذا الأخير على حياتهم.. أين وجدوا أنفسهم أمام موقف صعب، فهم لا يملكون أدنى المعطيات حول نتائج التحقيق. وعادة تقوم وزارة الصحة بإشراكهم في مثل هذه الوضعيات، وسبق وأن أبلغتهم بقرارات اتخذتها لتمكينهم من التعامل مع هذه الفئة، حتى وإن لم يعلن عن هذه القرارات لعامة الناس.. إلا أن هذه المرة وجدوا أنفسهم عاجزين عن توجيه الأولياء، ويكتفون بتطمينهم دون معرفة تفاصيل نتائج التحقيق في القضية.من جهته، ذكر رئيس النقابة الوطنية للشبه الطبي، لوناس غاشي، باعتبارهم السلك المشرف على العملية، أنهم فعلا يسجلون بين الحين والآخر هذه المخاوف. ونبه المتحدث إلى أن وزارة الصحة مطالبة بتقديم نتائج التحقيق في وفاة الرضيعين.أما ممثل وزارة الصحة رئيس خلية الإعلام، سليم بلقسام، فطمأن أولياء الرضع للقيام بعملية التلقيح بشكل عادي، لأن كل الكميات التي بحوزتهم سليمة ومصادق عليها من قبل المنظمة العالمية للصحة. وقال إنه على كل من يواجه رفضا من القائمين على عملية التلقيح بحجة غير مرتبطة بالحالة الصحية لرضيعهم، إبلاغ الوزارة.أما بخصوص نتائج التحقيق في حادثة وفاة الرضيعين، فذكر أن وزارة الصحة لم تستلم بعد نتائج التحريات التي تقوم بها فرق الأمن الوطني، رغم أن الوزارة سبق واتخذت قرارا تحفظيا بسحب عيّنة من اللقاح الذي لقح به الضحيتان، واستبدلت بعينة أخرى في انتظار نتائج التحقيق لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات