"داعش" تستعرض عضلاتها بتفجيرات في سوريا

+ -

 عاشت سوريا على وقع سلسلة من التفجيرات وقّعها تنظيم “داعش”، في عمليات استعراضية تأتي بعد تأكيد مقتل الرقم الثاني في صفوفها والعقل المدبر أبو محمد العدناني، وانحصار نشاط التنظيم في عدد من المناطق بحلب وحمص. يسعى تنظيم “داعش” على ما يبدو إلى فك الخناق على الجبهات الساخنة، بعد أن تعرّض لانتكاسات عسكرية في الشمال على يد القوات الكردية، ثم مع توسع نطاق العملية العسكرية التركية التي أفقدت “داعش” عددا من القواعد الخلفية ومسارات كانت تستخدم للتزود بالسلاح.وتشكّل العمليات التفجيرية التي حملت توقيع تنظيم “داعش” مسعى لهذا الأخير، للتأكيد على قدرته على استهداف مناطق منيعة وإمكانية إحداث اختراقات أمنية، حتى في مناطق مثل طرطوس التي تعد مناطق تواجد القوات الروسية.  وارتفعت حصيلة التفجيرات التي ضربت عدداً من المناطق السورية إلى حوالي 45  شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات بجروح، ومست العمليات الست مدينتي حمص والحسكة وريفي طرطوس ودمشق، منها انفجارين عند جسر أرزونة على الطريق السيار الدولي بريف طرطوس، مما تسبّب في مقتل 11 شخصا وإصابة 45 شخصا بجروح، وفي ريف دمشق قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون جراء تفجيرين على طريق الصبورة-البجاع، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام، كما فجّر مسلحون سيارة مفخخة عند مدخل حي باب تدمر في مدينة حمص.وتكمن خطورة العمليات التفجيرية في كونها تشكل اختراقات أمنية في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري، فضلا عن قرب بعض المناطق من تمركز وحدات عسكرية روسية، مما يشكّل تحديا أمنيا، في وقت يعاني فيه تنظيم “داعش” من انتكاسات عسكرية في سوريا والعراق وليبيا أيضا.وتأتي العمليات الاستعراضية ذات الصدى الإعلامي، مع إعلان مقتل الرقم الثاني والرأس المدبّر لتنظيم “داعش” والناطق الرسمي باسمه وأحد المقرّبين للبغدادي. ويتعلق الأمر بأبو محمد  العدناني، الذي يضاف الى عدد من القيادات الميدانية في “داعش” التي قتلت خلال السنة الحالية بالخصوص، وهذه الوضعية تزامنت مع سلسلة هزائم متفرقة في العراق وسوريا وليبيا، وهو ما يؤشر في مكان ما إلى مرحلة حساسة يعيشها التنظيم، يتحول مع الوقت من حالة الإعلان عن  “الدولة”، كما حاول أن يقدّم نفسه منذ إعلان الخلافة عام 2014 إلى جماعة تخوض حرب عصابات في أكثر من مكان، في ظل قيادة بدأت تتساقط رؤوسها، بل إن رأس هذه القيادة أي البغدادي، أضحى غائبا عن السمع والبصر منذ زمن، حتى بالنسبة لأتباعه، وقد كان البغدادي يعوّل دوماً على كاريزما العدناني في إيصال صوته، فإذا به اليوم أمام تحدي انقطاع صلة الوصل مع الأنصار والمؤيدين، وربما يدفعه هذا للظهور مجددا أو لإرسال تسجيل صوتي في محاولة لإعادة تنظيم صفوف “داعش”، خاصة مع دخول تركيا المعترك بعملية واسعة شمال سوريا، وتكثيف روسيا لدعمها للجيش السوري في مواجهة التنظيم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات