الجيوش والمؤسسات العسكرية في الجزائر أو في غيرها يجب أن لا تكون فوق النقد يا سعد، ثم إنّ الذي دمّر جيش صدّام ليس المدح المُفرط ولا النقد الأعمى. وحدها الدول التي تحكمها الأنظمة النّخِرة، تُروِّج لقداسة جيوشها وعظمتها في القوّة والاحترافية والنّزاهة واحترام حقوق الإنسان. ثم أن الجيوش وتجهيزها والحروب وإدارتها والدراسات الاستشرافية الأمنية، أخطر من أن تكون وظيفة العسكر وحدهم، فضلا عن أنها كعلوم قد غادرت أسوار الثكنات منذ عشرات السنين لتلتحق بمدرجات الكلّيات والمعاهد المختصة ومراكز الدراسات. والأخطر من ذلك أن يقتنع صحفيّ في قاعات التحرير أنّ الامتناع عن تناول الشَّأْن العسكري نقداً أو مدحاً هو فرض عين علينا. لا يا سعد، إنّ الجيوش لا تحتاج لقلم صحفيّ حاقد لتنهار كجبال الجليد مع بزوغ أول خيوط الشمس. لا يا سعد، إنّ جيوشاً ما تزال تعتاش مصالح التجهيز فيها على مصانع التسلّح الأجنبية من رادارات المراقبة إلى غوّاصات بتقنيات الحرب العالمية الأولى وحتى خناجر الصاعقة، لا يحتاج عدوّها لقلم صحفيّ لإضعاف معنويات جنودها بل لقرار من عشر كلمات وجيزات في نيويورك لتتحوّل ثكناتها - كما كان حال العراق - إلى محَاشر لرَكن الخردة، ليعاد بيعها بالكيلو في المزادات لتجّار النفايات الحديدية ويلجأ بعدها ربُّها إلى غازات الخردل والسّارين وبراميل المتفجّرات. لا يا سعد، إنّ المؤسسات الحديثة لا يزيدها قلم الصحفيّ إلا تنويراً لأخطائها، فهي ليست جيوشاً من الملائكة، ومناعة لثغورها وتحصيناً لصفّها، وإنّ قبولها النقد وتخلّصها من عقدة العظمة والعصمة، هو وحده الكفيل بتثبيت أقدامها على واقع الأرض وتقريبها من شعوبها التي هي معينها الذي لا ينضب يا سعد.عبد الوكيل بلام - صحفي- ما تقوله يا عبد الوكيل مهم.. لكن هل ترى أن الجامعة الجزائرية في أوضاعها الحالية يمكن أن تقوم بالدور الذي تتحدث عنه في موضوع الدراسات لفائدة الأمن القومي ؟! وهي ما هي عليه من رداءة وضعف ؟!- نعم، قد يكون مع الزمن أفسدنا العلاقة بين الجيش والشعب بسبب استعمال الجيش في السياسة من طرف أشباه السياسيين، فقد كنا مدرسة عالمية في الدفاع الوطني المبني على فكرة الحرب الشعبية التي هزمت أمريكا في الفيتنام وهزمت فرنسا في الجزائر، وعوض تطوير هذه المدرسة وجعلها قاعدة للدفاع الوطني، تم التخلي عنها بلا مبرر.وللتذكير، فإن المغرب الشقيق الذي هاجمنا سنة 1963 ونحن شبه دولة وشبه جيش كانت فرائسه ترتعد من الجزائر المنتصرة على فرنسا بالحرب الشعبية، ولهذا لم يتمكن المغرب من أخذ متر واحد من التراب الوطني.معك حق، المسألة الدفاعية ليست شأنا عسكريا فقط، بل هي شأن كل الشعب الجزائري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات