جزائريون أثرياء لا يضحون في العيد!

38serv

+ -

يجتهد الكثير من الجزائريين، باقتراب موعد عيد الأضحى، في اقتناء كبش يتقربون به إلى خالقهم، ويلجأ بعضهم حتى إلى الاستدانة لإسعاد أفراد عائلاتهم وبالخصوص الأطفال منهم، بينما بالمقابل هناك فئة أخرى عزفت عن أداء هذه الشعيرة الدينية رغم يسر حالها نزولا عند رغبة الزوجات اللائي يرين فيها عناء ومشقة، أو بحجة ضيق المنزل وافتقادهم لمكان يضعون فيه الكبش.. وهؤلاء فضلوا اقتناء تجهيزات أو قضاء أيام عطلة على حساب الأضحية.

“كم هم كثيرون”، يقول جزار يشتغل بالسوق المغطاة بالحراش، قبل أن يسترسل موضحا: “أحدهم زبون دائم لدي يشتري شهريا ما قيمته 10 آلاف دينار جزائري لحم خروف، وباقتراب عيد الأضحى يطلب مني توفير كميات أكثر من اللحم والكبد و«الدوارة”.العطلة عوض اقتناء أضحية العيدوتابع محدثنا: “رغم أنه وزوجته يشغلان منصبين محترمين، وقبل أسبوع عادا رفقة باقي أبنائهم من فرنسا حيث قضوا أيام العطلة، إلا أنهم لا يكلفون أنفسهم شراء كبش العيد، والسبب هو تفادي مشقة ذبحه، وأذكر مرة قال لي بصريح العبارة “آكل اللحم طيلة 12 شهرا، فلماذا أكلف نفسي بشراء خروف في العيد؟”.ويروي محمد عن هذه الفئة التي يعرفها بحكم احتكاكه معهم طيلة سنوات، قائلا: “أعرف سيدة هي الأخرى زبونة دائمة عندي، دخلت في خلافات مع زوجها لرفضها شراء كبش العيد، والسبب أنها متعبة ويحتاج ذبحه لجهد شاق ليست قادرة على تحمله، وفي الأخير نزل زوجها عند رغبتها وقرر شراء خروف مذبوح، واستغنى عن البوزلوف والدوارة”.وأضاف متهكما “لقد تغيرت الذهنيات كثيرا، في وقت سابق كانت الزوجة تعاتب زوجها في حال امتناعه عن شراء خروف، أما اليوم فالعكس وقد يصل بها الحد إلى طلب الطلاق إذا ما أصر الرجل على جلب كبش إلى المنزل”.وفي حادثة غريبة مماثلة جرت وقائعها بحي باب الزوار في العاصمة منذ 3 سنوات، حيث اقتنى رب عائلة كبش عيد وجلبه إلى المنزل قبل أسبوع من موعد العيد من دون استشارة زوجته، ظنا منه أنه سيسعدها بهذه الخطوة، لكنه تفاجأ فور دخوله المنزل، حيث ثارت الزوجة في وجهه ودخلا في خلاف بحجة أنها غير قادرة على التكفل به بسبب مرضها، وفي الأخير قررت الزوجة إطلاق سراح الكبش في الشارع. ويروي لنا جزار بحي باب الزوار في العاصمة عن جاره الذي عزف عن شراء خروف العيد منذ سنين رغم يسر حاله، قائلا: “السيد كان يشتريه في السابق ليس للتقرب من الله بل لإرضاء أبنائه الصغار، وما إن كبروا امتنع عن شرائه، وأذكر أنه كان يستشيرهم ويغريهم بشراء تجهيزات جديدة لغرفتهم أو ألعاب فيديو عوض شراء الكبش، وهكذا استطاع إقناعهم والعزوف عن التضحية لسنين”.اقتنت ثلاجة ثانية لتخزين اللحمويقول شيخ في عقده السادس التقينا به في سوق الخضر والفواكه بالحراش في العاصمة: “في مجتمعنا، يأكل الفقراء والذين استعصى عليهم شراء خروف أكثر من الذين يذبحون، والأمر طبيعي لأن جميع الأقارب يتصدقون عليهم من دون احتساب الجيران والأصدقاء، حتى إن كانوا على علم بأن السيد ميسور الحال وقادر على اقتناء تضحيته إلا أنهم يتصدقون عليه”، وهو ما دفع، حسبه، بالكثير من الانتهازيين إلى اغتنام طيبتهم والامتناع عن شراء الكبش وانتظار التصدق عليهم، وهو حال إحدى السيدات في العاصمة التي تمتلئ ثلاجتها عن آخرها بعشرات الكيلوغرامات من اللحوم التي يتصدق بها أقاربها وجيرانها عليها، ما دفعها إلى شراء ثلاجة ثانية تحسبا لموعد العيد عوض شرائها أضحية تتقرب بها من الله وتتصدق بلحمها على الفقراء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات