"احترام مواصفات إنجاز المدارس ضروري لإنجاح الجيل الثاني"

+ -

 يرى مفتش إدارة الابتدائيات، باي محمد، أن احترام معايير إنجاز المؤسسات التربوية في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي) شرط ضروري لضمان تطبيق سليم للجيل الثاني من المناهج، ودعا الوزارة الوصية للاهتمام خلال الموسم الدراسي الجاري 2016-2017، بهذا العامل المؤثر في تحصيل ونفسية التلميذ.وأوضح المتحدث الحاصل على ماجستير في علم “الأرغونوميا” بأن الدراسات الأرغونومية اهتمت بمعايير ومقاييس تصميم المدارس الممثلة لمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي)، كما اهتم بعمليات تصميم الهياكل والتجهيزات المدرسية بما يتوافق والمعايير الدولية التي تعتمدها المنظمات العالمية المهتمة بشؤون التربية والتعليم وشؤون الأطفال، مثل “اليونيسكو” و”اليونيسيف” وحتى المنظمة العالمية للصحة.وأوضح نفس مفتش الابتدائيات بمستغانم بأن البلدان النامية أو السائرة في طريق النمو لم تول اهتماما لهذا العامل الذي يدفع بـ”العملية التعليمية/التعلمية” إلى الجودة وصناعة النجاح، ويُحقق الغايات والمرامي التي تهدف إليها كل عملية إصلاح والتي تعتمدها أي دولة بغرض تطوير نظامها التعليمي.وحسب باي، فإن المبنى المدرسي عنصر مهم من العناصر المشكلة للعملية التعليمية، وهو الوعاء الذي يحتوي كل العمليات البيداغوجية، والذي تتم داخله جميع الممارسات التربوية والتعليمية بما يَشمله من مكونات انطلاقا من المدخل الرئيسي لأي مؤسسة تربوية، سواء أكانت مدرسة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية، مرورا بقاعات الدراسة وساحاتها ومخابرها المتنوعة وملاعبها وقاعات الرياضة وقاعات الممارسة لمختلف الأنشطة الصفية واللاصفية، بما في ذلك الأجنحة الإدارية والهياكل الأخرى التي تتشكل منها أي مؤسسة تربوية مهما كان الطور الذي تتواجد فيه.وقال المتحدث إنه من بين تصميم المبنى المدرسي، هو تصميم قاعات الدراسة لتضم 40 تلميذا، غير أنه تساءل بالقول: “لكن هل تراعى في ذلك مختلف الأبعاد المتعلقة بحجم الهواء، أي التهوية، والعوامل المناخية وحركة الرياح المؤثرة ومنابع الضجيج، أم أن ذلك يتم التكفل به نظريا فقط؟!”.. كما تساءل مصدرنا ما إذا كانت المدارس تتوفر على تقنيات تفتيت الصوت، خاصة تلك الواقعة وسط التجمعات السكنية! وفيما إذا كانت الفضاءات المدرسية الحالية تساعد على التفاعل الإيجابي بين التلميذ والأستاذ؟!ودعا باي الوزارة الوصية إلى ضرورة منح أكثر اهتمام للتصميم الهندسي للمدارس التي أُنجزت في بلادنا قديماً أو حديثا، وفي حالة وجودها أن تستخدم استخداما عمليا، مشيرا في ذات السياق إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار عامل تنقلات التلاميذ بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، انطلاقا من المدخل إلى الساحة إلى السلالم إلى البهو إلى الحجرات إلى المخبر إلى المكتبة إلى الملعب، وارتفاع الأسوار والأبواب الحديدية الكثيرة والفاصلة وأبواب المداخل والمخارج وأبواب الحجرات والمراحيض والنجدة وغيرها، وهل يؤثر ذلك إيجابا أم سلبا يؤثر على نفسية التلاميذ، وكيف ينعكس هذا التأثير على تحصيلهم الدراسي كذلك، هل يتناسب التصميم الهندسي مع البيئة من حيث المناخ السائد، أقصد المناخ الطبيعي، وهل تم مراعاة في التصميم هذا الجانب، ما يؤثر إيجابا على صحة التلميذ، وبالتالي تعلقه بالمكان الذي يتعلم فيه.كما أشار محدثنا إلى نقطة أخرى، وهي ضرورة الارتقاء بعملية التصميم والإنجاز والتنفيذ بما يتناسب مع النمط المعماري للمدرسة، فـ”كلما علت نوعية التصميم وزادت الجودة ارتفع حب التلاميذ والمعلمين لمدرستهم وزاد الانتماء إليها والاعتزاز بها، ومن ثمة تأثير ذلك إيجابا في سلوكهم”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات