"كيف نطبق جيلا ثانيا من المناهج دون مؤسسات وأساتذة"؟!

+ -

قالت أغلب نقابات التربية إن إصلاحات الجيل الثاني ستُعقّد الوضع أكثر، لأن وزارة التربية جاءت ببرامج جديدة دون أن تقوم بتقييم وتقويم الجيل الأول من جهة، ومن جهة أخرى لم تحضّر أرضية لتطبيق هذا الأخير، خاصة مع ارتفاع عدد التلاميذ ونقص عدد المؤسسات التربوية، وتوقّع الشركاء أن يُسجل الموسم الدراسي احتجاجات واسعة على خلفية تطبيق هذا الأخير.

“سنتيو”: “برامج الجيل الثاني ستلقى نفس مصير الجيل الأول” ترى نقابة “سنتيو” أن التراكمات التي يُسجلها القطاع ومحاولة الهروب إلى الأمام عند كل دخول مدرسي واجتماعي ودون وجود حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها منذ سنوات، كرست واقعا مريرا جعل قطاع التربية رهينة القرارات الفردية المركزية والتي في غالبها ساهمت في اتساع دائرة المشاكل الميدانية، ولا يزال الكتاب المدرسي، حسب مكلفها بالتنظيم، قويدر يحياوي، يسجل نقصا وتأخرا في وصوله إلى المؤسسات التربوية، كما أن إصرار وزيرة التربية على تطبيق برامج الجيل الثاني هذه السنة يدفعهم للتأكيد مجددا على سياسة الوزارة والطابع الذي وصفه بـ”الاستعجالي” و”الارتجالي” الذي ميز إصلاحات 2003، و”التي لا زلنا إلى يومنا هذا ندفع فاتورتها” في غياب المختصين الفعليين وإطارات الميدان من معلمين وأساتذة ومفتشين، الذين لهم الأهلية في التقييم والتقويم، وبالتالي تشخيص النقائص وتصحيح الاعوجاج المسجل في هذه المناهج والبرامج، كل هذا، حسبه، تزامن مع نقص المنشآت وخضوع عدد مهم من المؤسسات التربوية للترميم ونقص التأطير.فيدرالية عمال التربية: “صراع الإصلاح سيدفع بالأساتذة إلى الاحتجاج”من جانبها أعربت الفيدرالية الوطنية لعمال التربية عن أسفها من قدوم موسم دراسي جديد والمشاكل المسجلة لم تبرح مكانها، ليضاف لها صراع جديد حول برامج وكتب الجيل الثاني، خاصة وأن قطاع التربية، حسب ما صرحت به رئيسة الفيدرالية، مريم معروف، سيشهد تشنجات من خلال نقص التأطير، بالإضافة إلى مشكلة التعاقد والقوائم الاحتياطية التي سوف تطفو على السطح، وعليه قالت المتحدثة إن هذا الإصلاح لن يأخذ حقه وسيؤثر بالسلب على المدرسة الجزائرية عوض إصلاحها، وأن الوضع مرشح للانفجار، لأن الأساتذة سيواجهون ضغطا مضاعفا في ظروف غير مناسبة وقوة الضغط قد تدفع بهم إلى الاحتجاج.“أنباف”: “الوقت غير مناسب للإصلاحات”أوضح المكلف بالإعلام بـ”الأنباف”، جيلالي بلخير، أن النقابة سبق وأعلنت رفضها للجيل الثاني ودوّنت ذلك في مراسلات رسمية أرسلت للوزارة، والوصاية لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار واستمرت في قرارها الذي سيطبق بداية الموسم الدراسي، ليس لأن القطاع لا يحتاج إلى إصلاح، حسبه، وإنما لأن توقيت هذا الأخير غير مناسب، إذ لم يسبق تطبيقه حملة للتعريف به واستباقه بتقييم الجيل الأول، خاصة وأن كل هذا يتزامن مع وضع متفاقم بالقطاع تطبعه قوة عدد التلاميذ ونقص المؤسسات التربوية المستوعبة لهذا العدد، وهنا أشار ممثل الأنباف إلى أن جل الأحياء الجديدة لا تتوفر على مؤسسات تربوية، حيث سيعاني فيها التلاميذ من بُعد المسافة، ناهيك عن نقص التأطير الذي سيلقي بظلاله هذه السنة رغم عدد الناجحين في المسابقة، ما يحوّل إصلاحات الجيل الثاني إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة خلال الموسم الدراسي.“الكلا”: “تطبيق الجيل الثاني سيواجه صعوبة لعدم التكوين”اعتبر مجلس ثانويات الجزائر “الكلا” أن الدخول المدرسي هذه السنة سيكون تحت الضغط، وحسب رئيسه، عاشور إيدير، فإن المشاكل التي كانت مطروحة في المواسم الماضية ستتعقد هذه السنة خاصة الاكتظاظ المسجل بالأقسام، وإن كانت الظاهرة في السنوات الماضية تعالج بطريقة أو بأخرى، فإن هذه السنة سيصعب حلها مع تطبيق الجيل الذي يقتضي ظروفا مناسبة وإجراءات خاصة لتطبيقه، وتوقع عاشور أن يكون لهذا الوضع نتائج سلبية تؤثر في السير الحسن، وتتسبب في موجة احتجاج للأساتذة وأسلاك التربية ككل، فالإصلاح الجديد، حسبه، سيجد صعوبة في الميدان لعدم وجود تكوين، وكان من المفروض، حسبه، إدراج إصلاحات بطريقة تدريجية، أما بخصوص البكالوريا فذكر ممثل “الكلا” أنهم لم يشاركوا في اللجنة المنصبة لهذا الغرض، لأن هذه الأخيرة ليس لها سلطة القرار، كما أن البكالوريا تقتضي إصلاح الطور الثانوي ككل وليس الشهادة، فحسب.“الكناباست”: “الأساتذة سيواجهون صعوبات في تطبيق الجيل الثاني”يرى المكلف بالإعلام بالكناباست، مسعود بوديبة، أن عدد التلاميذ هذه السنة مرتفع جدا ومجتازي البكالوريا سيقفز عددهم، لأنه بالإضافة إلى التلاميذ الذين انتقلوا إلى السنة الثالثة ثانوي هناك نصف مليون راسب من السنة الماضية، ما يجعل الوضع معقدا للغاية، يضيف بوديبة، كما أن تطبيق الجيل الثاني في هذا التوقيت بالذات سيخلف وراءه مشاكل بالجملة والموسم الدراسي سيكون شاهدا عليها، لأن الوزارة لم تضع الأرضية المناسبة لذلك، والأساتذة سيواجهون صعوبة في تطبيق الجيل الثاني لأنهم لم يحضروا له، فأي برنامج ومنهج جديد يفرض التكوين حتى يقدم إلى التلاميذ بصورته الصحيحة، وسيتعرضون، حسبه، إلى ضغط واسع خاصة مع الاكتظاظ ونقص التأطير الذي يميز القطاع.أولياء التلاميذ: “إيجاد حل للاكتظاظ أولى من تطبيق الجيل الثاني”وصف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، الدخول المدرسي 2016-2017 بـ”الاستثنائي” بالنظر إلى القضايا المطروحة وعلى رأسها تطبيق الجيل الثاني، الذي لا يتماشى، حسبه، مع الواقع الذي تعيشه المدرسة الجزائرية، مبررا ذلك بأن أي إصلاح ينبغي أن تتوفر فيه جملة من الشروط التي لم توفرها الوزارة الوصية، ما سيخلف تطبيقه مشاكل جديدة تعقد الموسم الدراسي، مفيدا بأن تجسيد القسم النموذجي الذي لا يتعدى فيه عدد التلاميذ 25 تلميذا أولى. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات