خصوم سعداني يريدونه "أرضا" قبل التشريعيات

+ -

ضبط فرقاء جبهة التحرير الوطني إيقاع تحركاتهم مع بداية الدخول الاجتماعي، على توقيت الانتخابات التشريعية، فهي تمثل للأمين العام، عمار سعداني، وأنصاره مناسبة لتأكيد ريادة الحزب على مستوى المجالس الوطنية المنتخبة، وتعتبر بالنسبة لخصومه فرصة للاستثمار في الغضب الذي بدأ يجتاح القواعد، مع ظهور أولى ملامح محظوظي القوائم على مستوى المحافظات. لا يبدو الأفالان في راحة من أمره مع اقتراب الانتخابات التشريعية، فالحزب يعاني من ضغط كبير في صفوفه، استعدادا لعمليات بدء اختيار القوائم التي سيتم الشروع فيها في شهر أكتوبر، مباشرة بعد عقد الدورة العادية للجنة المركزية التي ستحدد استراتيجية دخول الانتخابات بالنسبة للقيادة الحالية التي يتزعمها الغائب الحاضر في الساحة عمار سعداني.هذا الواقع خلق صراعا مبكرا على القوائم ومن سيتزعمها على مستوى القواعد، فالظفر بمقعد متقدم في ترشيحات الأفالان، يعني بالنسبة لصاحبه فرصة كبيرة في الانتقال نائبا تحت قبة زيغوت يوسف، وإن تعذر ذلك نائبا في مجلس ولائي أو بلدي. وكالعادة، ظهرت بين فرقاء الحزب وأجنحته، اتهامات متبادلة بالرغبة في احتكار القوائم لصالح الموالين وخضوعها لمنطق المال السياسي بدل النضال وخدمة الحزب.“القيادة الموحدة” تجتمع الأسبوع المقبلوفي هذا السياق، يقول عبد الرحمن بلعياط، منسق ما يعرف بالقيادة الموحدة للأفالان التي تضم مناوئي سعادني، إن اجتماعا سيعقد الأسبوع المقبل، لمناقشة التطورات على مستوى المحافظات، بعد ورود أنباء عن بدء سعداني والموالين له، في تنظيم القوائم الخاصة بالحزب واختيار المترشحين دون مراعاة أدنى المعايير الموضوعية المتعلقة بالنضال والكفاءة وحسن السمعة التي يفترض أن يراعيها أي حزب لدى اختيار مرشحيه.وشبّه بلعياط في تصريح لـ”الخبر” ما يجري في الأفالان حاليا، بسوق النخاسة الذي تباع فيه الرؤوس وتشترى لعرضها في القوائم الانتخابية، مشيرا إلى أن الغليان بلغ أشده من هذه الممارسات، ما سيضر الأفالان كثيرا ويزيد من تشويه صورته في الرأي العام كحزب يكرس منطق الشكارة في اختيار رجاله.وذهب منسق “القيادة الموحدة” إلى غاية توقع خسارة فادحة للأفالان في الانتخابات التشريعية، لأن الحزب الذي عرفه الجزائريون – كما قال - في الثورة وما بعدها لم يعد هو نفسه الأفالان اليوم، بدليل انتفاضة مجاهدين وتبرئهم ممن يقوده إلى الهاوية حاليا، ويعزز من طرح من يقول إحالته إلى المتحف بهذه التصرفات.وأضاف بلعياط أن الأجواء تمت تهيئتها من البداية لما يحصل الآن، فالحزب تم تقسيمه إلى 120 محافظة بعدما كانت في حدود 54، كل ذلك خرق للقانون، وشرعوا بعدها في توزيع المناصب على بعضهم البعض، مع إقصاء كل من يشتمّ فيه رائحة النضال الحقيقي أو الوفاء للمبادئ كما هو ديدن من عينهم.بوتفليقة ينادى من جديدولا ييأس خصم سعداني الأول، من مناداة الرئيس بوتفليقة، بضرورة الدعوة إلى مؤتمر استثنائي، باعتباره رئيس الحزب، لوقف هذا العبث الذي يجري داخل الأفالان من سعداني وأنصاره وتدارك ذلك قبل الانتخابات التشريعية وفوات الأوان، لأن الحزب في ظل وجود هؤلاء صار فقيرا من الأفكار وغير قادر على إقناع الجزائريين، فضلا عن كون وجودهم غير شرعي لأنهم مغتصبون للقيادة وليسوا قادة حقيقيين، كما ذكر.كما لا يستبعد بلعياط أن في حال استمر الوضع كما هو أن يلجأ هو وأنصاره إلى اعتماد قوائم تعبر عن الأفالان الحقيقي والدخول بها للتشريعيات حفظا لماء وجه الحزب واحتراما لمناضليه حتى يستمروا في العهدة مع جبهة التحرير الوطني. ويوضح في هذا الإطار، أن الأبواب مفتوحة للجميع للمشاركة في إعداد تصور مناسب للانتخابات. وقال إنه لا يمانع أبدا في التنسيق القيادة الموحدة مع الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، مضيفا حول هذا الأخير: “مقاييسنا تتوفر فيه إذا أراد الترشح، فهو شخصية عامة ومعروفة وحظيت بثقة الرئيس”. لكن بلخادم، حسب بلعياط، لا يتدخل الآن في عمل القيادة الموحدة، وهي لا تمانع في التواصل معه، كما قال."عدد إطاراتنا ضخم والتدافع فيه طبيعي"اتهامات جناح بلعياط يرفضها جملة وتفصيلا حسين خلدون، مسؤول الإعلام في جبهة التحرير الوطني، ويؤكد في تصريح لـ”الخبر” أن “ما يجري في محافظات الأفالان ليس جديدا، فالتدافع على الترشح ظاهرة طبيعية في الحزب، نظرا لضخامة عدد مناضليه وإطاراته الراغبين في الترشح، ما يجعل ترضية الجميع غاية لا يمكن إدراكها”.لكن خلدون يوضح أن قيادة الحزب تنظر لهذا الأمر بإيجابية، وستكون حريصة على التعامل بإنصاف مع كل من يرغب في الترشح حينما يحين الوقت لذلك، بمراعاة الشروط الواجب توفرها. وأشار إلى أن باب “الشكارة” في اختيار المترشحين قد تم إغلاقه نهائيا، فهمّ القيادة الحالية الأول – كما قال - منع تسلل المال الفاسد إلى قوائمها.ونفى المتحدث بشكل قاطع أن يكون الحزب - كما يردد بلعياط وأنصاره - قد فتح باب الترشح للانتخابات للمناضلين، لافتا إلى أن كل ما يقال في هذا الجانب هو محض افتراء الغرض منه التشويش على الحزب. ووعد بأن يوضع كل شيء أمام المناضلين بشفافية تامة لما تقرر مؤسسات الحزب البدء في استعدادها للانتخابات.وقال إن الحزب ينتظر عودة الأمين العام، عمار سعداني، في الأيام القليلة القادمة، ليضبط أجندته الخاصة بالدخول الاجتماعي عبر اجتماع مع كتلته في البرلمان حرصا على مرافقة الحكومة في التحديات التي تواجهها، ثم سيعلن عن انعقاد دورة اللجنة المركزية التي ستفصل في موضوع الانتخابات واستراتيجية دخولها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات