تسبب تنامي ظاهرة سرقة الكوابل النحاسية بولاية عين الدفلى في عزل عدة مناطق عن العالم الخارجي كانت ضحية مافيا النحاس، وذلك بعد قطع الهاتف الثابت ومعه خدمة الأنترنت.وحسب مصادرنا، فإن هذه الظاهرة التي تنمو وتنتشر خاصة بالمناطق النائية، حيث تقل الحركة وتنعدم الرقابة، تستثني نوعا ما المناطق الحضرية بسبب توفرها على العديد من وسائل المراقبة الأمنية والإدارية، إلا أن السؤال يبقى مطروحا عن الوجهة التي تذهب إليها الكميات المسروقة من الكوابل النحاسية.ويفيد متتبعون في هذا السياق بأن الكميات من الكوابل النحاسية المسروقة يتم صهرها وتهريب جزء منها للخارج، وهو ما يعد استنزافا آخر للثروة الوطنية ومساسا بالاقتصاد الوطني، ما يقتضي تكثيف الرقابة التي تعد وتبقى الوسيلة الوحيدة لتتبع ووضع حد للشبكات التي تمتهن سرقة النحاس. وأفاد مدير اتصالات الجزائر في عين الدفلى، في هذا الصدد، بأن حي الدردارة بالجهة الجنوبية لبلدية خميس مليانة كان آخر المناطق المستهدفة، حيث تعرض مؤخرا لعملية تخريب وسرقة 80 مترا من الكوابل النحاسية، وهو ما خلف استياء كبيرا في أوساط سكان هذا الحي الشعبي، كما أن مصالح الدرك الوطني كانت قد أوقفت 4 متورطين في سرقة الكوابل النحاسية ينشطون ببلدية جليدة، وذلك عندما كانت تقوم بمعاينة حادث مرور وقع بمنطقة مرسال على الطريق السيار شرق – غرب، حيث لاحظ أفراد الدرك شاحنة وعند تفتيشها تم اكتشاف أكياس محملة بمادة النحاس كانت مثبتة بإحكام تحت قطع حديدية، وتبين أن السائق كان بصدد نقل كميات النحاس من مدينة فوكة بولاية تيبازة إلى بلدية بوفاطيس بولاية وهران. وفي سنة 2011 وبالمخرج الغربي لولاية عين الدفلى بمنطقة بني حواء التابعة لولاية الشلف، تم توقيف شخص عثر بحوزته على 5 لفائف من الكوابل النحاسية من الحجم الكبير تكفي لتغطية مسافة 3 كيلومترات، كما نجح سكان منطقة أولاد علي ببلدية الماين النائية في إحباط محاولة أشخاص مجهولين سرقة الكوابل النحاسية وذلك بعد إطلاق عيارات نارية ظنا منهم أن اللصوص هم عناصر إرهابية. وشهدت سنة 2012، حسب مسؤول قطاع الاتصالات بالولاية، تسجيل 71 عملية سرقة للكوابل النحاسية. وما يلاحظ أن أغلب السرقات التي استهدفت هذه المادة في عين الدفلى كانت بالمناطق النائية، ما يستدعي تكثيف جهود المراقبة بهذه المناطق من أجل كشف أماكن تخزين كميات النحاس المسروقة للحيلولة دون تهريبها للخارج، وشل بذلك نشاط الشبكات التي تستنزف الاقتصاد الوطني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات