عندما ترهن صورة فوتوغرافية حوار السلطة والمعارضة!

+ -

عبد المالك سلال، اليوم، بسعيدة، أي رسالة سياسية لأي مرسل إليه، وأي تدابير “اجتماعية” سيعلن عنها، لتهدئة الجبهة الاجتماعية، مع الدخول الاجتماعي؟ أول دورة برلمان في الدستور الجديد، ستفتتح بعد أيام قليلة.. أي أفق سياسي للمعارضة البرلمانية؟ حرب “افتراضية” بين نائبين في البرلمان، بسبب صورة فوتوغرافية.. جدال “تورط وتبرئة وحوار مغيب”.. اختار الوزير الأول، عبد المالك سلال، سعيدة، ولاية لزيارتها، قبل يوم واحد من الفاتح سبتمبر، حيث سحاب الصيف يستأذن بالانسحاب، تاركا تساؤلات حول الشاكلة التي سيكون عليها الدخول الاجتماعي، علاقة بأهم الملفات المطروحة على صعيد الجبهة الاجتماعية، ومنها ملف التقاعد النسبي، والنقابات، وتدابير قانون المالية 2017، وغيرها من الملفات، التي ستصاحب جدلا سياسيا متوقعا، على إيقاع الصندوق الانتخابي، وتشريعيات 2017.هل سيوقع سلال زيارة تقنية، لمشاريع الولاية، ويكتفي بإسداء توجيهات، أم أنه سيبعث برسائل طمأنة للشعب وخاصة العمال ومنتسبي قطاع التربية، كأهم قطاع يؤشر الوضع بداخله على نجاح الدخول الاجتماعي أو فشله؟ أول المؤشرات لا تنبئ بأن سلال سيقول الكثير، طالما أنه “قال كل شيء” عن ظرف اقتصادي، أملى عليه دعوة المواطنين للتضامن مع الحكومة، في غياب التضامن بين الوزراء، تماما مثلما يعرف المواطن كل شيء عن الوضع الاقتصادي في البلاد، لتبقى التساؤلات مطروحة حيال هل سيتفاعل المواطن إيجابيا مع مزيد من سياسة شد الحزام.ورطة الصورة وتخوين الحوارهذه المعادلة تثير مخاوف الكثير من أحزاب معارضة تحذر من عواقب سياسة التقشف، المرتبطة، أصلا باتساع الهوة بين السلطة والمعارضة، بل إن لقاء “الخصوم” صار “خيانة” في مخيال نواب الموالاة ونواب المعارضة، والدليل ما صنعته صورة فوتوغرافية نشرها البرلماني بهاء الدين طليبة، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، عن الأفالان على صفحته بالفيسبوك.. صورة تتضمن لقاء له مع نائب جبهة العدالة والتنمية، المعارضة، حسن عريبي، في بهو المجلس الشعبي الوطني. الصورة من الوهلة الأولى، تبدو عادية بالنسبة لمن اعتقد أن برلمانيين بمجلس العربي ولد خليفة أخذا صورة لهما، لكنها تحولت إلى صورة غير عادية تماما، بمجرد ما سارع حسن عريبي، إلى “توضيح” الظروف التي ساقته إلى الوقوف قبالة بهاء، عندما غرد بحسابه على الفيسبوك أيضا، قائلا “هناك من عاتبني على صورة لي التقطت تحت قبة البرلمان دون علمي ونشرها نائب رئيس المجلس بهاء الدين طليبة على صفحته دون علمي أيضا.. أكرر دون علمي التقطت ربما في إحدى الجلسات، ربما في العام الماضي والله أعلم”.لم يكن توضيح عريبي، بالنسبة لطليبة، سوى أن فتح له شهية، لوضع الرجل أمام أمر الواقع، عندما نشر صورة أخرى من زاوية مختلفة، معلقا عليها “ربما هذه الصورة أكثر وضوحا”، لإقامة الحجة على عريبي أنه بالفعل التقاه ودار بينهما حديث.. لكن ما الضير في ذلك، أن يلتقي موال مع معارض؟ جدال الصورة، مثير للقلق، عندما تحول إلى سجال أقرب إلى محاكمة تعقب لقاء “خيانة” بين الفرقاء السوريين زمن حرب لا تتسامح مع الخيانات، مهما بلغت الأعذار، لكن بالنسبة لهؤلاء الطامحين إلى حوار بين السلطة والمعارضة، في إحداث “ديكليك” سياسي، يرفع الانسداد الحاصل بين الخصوم، فإن ما تواتر عن صورة عادية، من جدال غير عادي، بمثابة مسمار في نعش حوار قبر قبل موته.عورات بحاجة إلى “بوركيني” صورة، ود “أصدقاء عريبي”، لو سترت ببوركيني، الذي دافع عنه الأستاذ حسن، وكان له ما أراد عندما أعلنت أعلى هيئة تحكيم بفرنسا السماح بـ”البوركيني” في الشواطئ، والواقع أن المشهد السياسي في فرنسا لم يعد يختلف كثيرا عن الحاصل بالجزائر، ومن كان يعتقد أن الحكومة الفرنسية الاشتراكية، قد تمزقها قطعة قماش، أقام الحجة، هذه المرة، أن تفكير الفرنسيين لم يعد يختلف كثيرا عن تفكير الجزائريين. ربما الإرهاب شكل أحد أسباب تقارب طريقة التفكير، ولا يستبعد ذلك، طالما أن فرانسوا هولاند ألح، قبل أسابيع قليلة، على الرئيس بوتفليقة، “تعميق التعاون الأمني” في إطار مكافحة الإرهاب، في رسالتين متتاليتين. بيد أن هولاند الذي دعا بوتفليقة إلى ذلك، سرعان ما وجد أن رؤساء بلدياته يحاربون الإرهاب “في الشواطئ”، بدلا من الشوارع والغابات.ومثلما احتاجت صورة طليبة وعريبي إلى “بوركيني”، هناك من داخل الحكومة، من يود ستر خلافات الوزراء بـ”البوركيني”، على ما أثاره وزير السياحة، عبد الوهاب نوري، من جدل عندما هاجم سابقه عمار غول في ملف “دنيا بارك”، المسألة، لا ريب، أثارت ذعر وزراء رحلوا في آخر تعديل حكومي مع غول، ويخشون “كمائن” ملفات يثيرها زملاء نوري ممن استخلفوهم في حكومة سلال الخامسة.في انتظار نبوءات سعدانيفي ظل كل هذا، مازال عمار سعداني وفيا لسياسة “السوسبانس”، التي عوّد الطبقة السياسية والصحفيين عليها. هذه المرة، طال غياب الأمين العام للأفالان، عن الساحة، ومددت عطلته الصيفية، كمن يخشى دخولا اجتماعيا دون الرجل الذي يشتاق له من يريد معرفة “بماذا تفكر السلطة” حاليا، قياسا بنبوءاته سابقة، دشنها بنبوءة رحيل الجنرال توفيق. لكن خصومه داخل الجهاز، لا يظهر أنهم مشتاقون لرؤيته، وهم الذين اتهموه بـ”اختطاف العتيد”، وحكاية الاختطاف، وردت، أمس، في بيان لسلطة الضبط السمعي البصري، من قبيل دعوة وسائل الإعلام السمعية البصرية إلى معالجة الأخبار والصور المتعلقة باختطاف الأطفال من خلال “الاستناد حصريا كما يقتضيه القانون لبيان وكيل الجمهورية المختص”، قبل بث أي خبر أو صورة، البيان وإن جاء حازما بشأن “الإشاعة” التي تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها بعض القنوات والصحف من أن الطفلة المغدورة “نهال” وجدت جثة هامدة، بتيزي وزو، قبل التحقق من الأمر من طرف الأجهزة الأمنية والقضائية، فإنه يطرح استفهاما بشأن تزامنه مع قرب الدخول المدرسي، حيث قلوب العائلات معلقة على أبنائها المتمدرسين من رعب الغدر.. وفي أحاديث هذا الأسبوع أيضا، عمل كبير ينتظر ديوان الحج في البقاع المقدسة، ودعوات الحجيج “ربي يسلكها على خير”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات