"خرق المغرب للاتفاق هدفه تعطيل المفاوضات"

38serv

+ -

بعد الاستفزازات المغربية على الحدود الموريتانية، امتد الأمر إلى المناطق الصحراوية المحررة، كيف تتعامل جبهة البوليساريو مع هذا الواقع؟ عندما خرق المغرب اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة من لدن الطرفين عام 1991، بعث الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي برسالة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يحذره فيها من هذا الموقف، ويحتج على هذا الخروج والخرق، لأن الأمم المتحدة لم تقم بأي عمل، والمغرب تجاوز الحزام وخرج منه وأخرج قواته، وبدأ بتعبيد الطريق خارج الحزام، وهو ما فرض علينا نشر قوات عسكرية ردا على خرق المغرب، وهو ما جعل الأمم المتحدة تقوم بإرسال قوات بعثة المينورسو (البعثة الأممية من أجل تحديد تاريخ لإجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية) إلى المنطقة، والآن موجودة قوات عسكرية صحراوية وقوات من بعثة المينورسو أمام التقدم المغربي، والأمم المتحدة رأت الآن أن الوضع خطير، وأمينها العام بان كي مون أصدر بيانا أمس (أمس الأول) طالب فيه الطرفين بالهدوء وعدم التصعيد، مع العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، وخاصة البند الأول منه، لأن ما قام به المغرب خرق واضح لوقف إطلاق النار، والأمم المتحدة اعترفت بذلك اليوم (أمس)، وقوات الأمم المتحدة موجودة في كركرات، وكذا القوات العسكرية الصحراوية، لكن هذه الأخيرة لا تتواجد هناك من أجل الحرب، وإنما موجودة للتوضيح بأن المغرب قام بهذا الخرق ونحن لسنا مستعدين لقبول تقدم المغرب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار مرة أخرى، وعلى الأمم المتحدة وضع حد لهذه التجاوزات وهذه التصرفات الطائشة. ففي حقيقة الأمر، المغرب وبتصرفاته هذه، يحاول عرقلة مسار المفاوضات التي دعا إليها مجلس الأمن الشهر الماضي، بين جبهة البوليساريو (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي) والمغرب، إلا أن هذا الأخير عمل على إلهاء الجميع عن المفاوضات، فاليوم لا حديث حولها، بل كل الكلام مركز على قضية كركرات، والمغرب اختارها من أجل تعطيل المفاوضات.تطرقتم لدعوة بان كي مون كلا الطرفين إلى عدم التصعيد، كيف تتعاملون مع هذا المطلب، في وقت المغرب هو من قام بخرق الاتفاقية؟نحن قلنا للأمين العام للأمم المتحدة وللمينورسو: إذا ما التزم المغرب ووضعت الأمم المتحدة المغرب عند حده، فنحن على كل حال ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ونطالب بالمفاوضات، أما إذا لم يرجع المغرب إلى وضعيته السابقة ولم تلعب الأمم المتحدة دورها المنوط بها، فلا شك أننا بذلك أمام وضعية خطيرة، ولا نود حقا الوصول إلى هذا، ونحن ننتظر أن تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية وتنطلق المفاوضات، وتوضع رزنامة وبرنامج لعمل بعثة المينورسو حتى تتمكن من تحديد تاريخ لإجراء استفتاء يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره، أما في حال استمرار التصعيد والاستفزاز المغربي، فهذا يؤدي إلى وضع جديد، وعلى الأمم المتحدة تحمل النتائج.كشفت وثيقة للأمم المتحدة اليوم (أمس) أن المغرب انتهك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع جبهة البوليساريو، وأن نشر هذه الأخيرة أفرادها العسكريين أتى ردا على الانتهاك، ما قراءتكم لها؟ اطلعنا على هذه الوثيقة، وما أتى فيها هو ما أطلعنا عليه الأمم المتحدة في وقت سابق، فالمغرب تجاوز الحزام وأخذ عتاده وشرع في تعبيد الطريق، وأعلمناها بالأمر منذ 15 يوما، لكنها لم تحرك ساكنا، وبذلك الوثيقة لم تأت بأي جديد يذكر، فما جاء فيها أشعرنا به الهيئة الأممية سابقا، لكن يمكن القول إنه ورغم أن تحرك الأمم المتحدة وجوابها أتى متأخرا، إلا أنه والحمد لله أتى في النهاية.في آخر بيان لبان كي مون، أعرب عن قلقه مما يحدث، ككل مرة، فهل هذا التعبير وحده كاف لإعطاء دفع للقضية الصحراوية؟ انشغالنا الحالي هو أن كلام بان كي مون في كل مرة مجرد حبر على ورق، المغرب لم يسمع كلام الأمم المتحدة، وهذا ما جعلنا في حقيقة الأمر ننشر قواتنا في الميدان، ويدل هذا على أن المنطقة تتواجد على صفيح ساخن، وهو ما فرض تحرك الأمم المتحدة، وكذا العالم، وجعل قوات المينورسو تأتي إلى المنطقة، لأنه قبل ذلك لم يتحرك ولم يتكلم أحد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات