لِجان ولائية لتدارك نقائص كتب الجيل الثاني

نصّبت وزارة التربية لجان متابعة على مستوى كل المقاطعات عبر الولايات، لمرافقة تنفيذ كتب الإصلاح لتلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي، والأولى متوسط، قصد تسجيل النقائص والصعوبات التي يواجهها المتمدرس والأستاذ على حد سواء، لتداركها الموسم المقبل.. موازاة مع إخضاع مفتشي المرحلتين إلى دورات تدريبية لتسهيل الممارسة داخل القسم.

 سيكون تلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي، بداية من هذا الموسم، على موعد مع كتابين موحدين، يتضمنان مجموعة نشاطات مهيكلة مرفوقة بمواد تتبعها، ويتعلق الكتاب الأول بـ”كتابي في الرياضيات.. التربية العلمية والتكنولوجية”، والثاني “كتابي في اللغة العربية.. التربية الإسلامية والتربية المدنية..”، إضافة إلى دفتر النشاطات الذي يعتبر متنفسا للتلميذ للتعبير عن قدراته العلمية وكفاءاته في مختلف تخصصات التدريس.وللتحقق من مدى صحة صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تبرز قيما غريبة عن المجتمع، اطلعت “الخبر” على مضمون كتابي السنتين الأولى والثانية ابتدائي، فلم تتضمن الصفحات أي نوع من الصور المشار إليها في هذه المواقع.. بل العكس، فقد تعمد مؤلفو الكتاب التركيز على قيم وخصوصيات المجتمع الجزائري، حيث يظهر اللباس التقليدي للمرأة والرجل على حد سواء، إضافة إلى إظهار العائلة وهي ملتفة حول مائدة الأكل بدل الطاولة، وكذا استعمال آيات قرآنية طبق الأصل، للدلالة على المرجعية الدينية للمجتمع.وقالت المفتشة المركزية للبيداغوجيا وعضوة اللجنة الوطنية لإعداد المناهج وكذا لجنة التصديق والاعتماد التي استحدثتها وزارة التربية هذا العام، موازاة مع عملية الإصلاح، مليكة عباد في تصريح لـ”الخبر”، بأن الهدف الأساسي من تأليف كتب جديدة، في إطار عملية الإصلاح، هو تصميم كتب على أساس مقاطع تعليمية، حيث يمارس التلميذ الكفاءات المسطرة في ميادين مختلفة.وقالت ممثلة الوزارة، بأن أهم معيار تمت مراعاته خلال عملية تأليف الكتب، هو إبراز قيم المجتمع الجزائري والقيم العالمية.. وهو ما أمرت به وزيرة التربية نورية بن غبريت، تضيف، حيث حرصت على متابعة كل اللقاءات والاجتماعات التي نظمت في هذا الإطار، وكانت حاضرة في مختلف جلسات العمل التي مهّدت لإصدار الكتب الجديدة.وقالت مليكة عباد بأن تأليف الكتب الجديدة لم يكن مجرد عملية روتينية، بالنظر إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الوزيرة لهذا الملف، والتحديات التي سطرتها على الصعيدين الداخلي والخارجي. واعتمدت العملية، تقول، على دفتر شروط “صارم وحازم” يركز على الجوانب التي مسها التعديل.وتضمن الفريق الذي أعد هذا الدفتر أعضاء من اللجنة الوطنية للمناهج، وباحثين من المعهد الوطني للبحث في التربية، الذي أوكلت له مهمة إنجازه، إضافة إلى مفتشين في الميدان، حيث وجهت لهم تعليمات بضرورة التقيد بالقيم الوطنية والعالمية انطلاقا من أطر حياة التلميذ، إضافة إلى ضرورة التكفل بالكفاءات العرضية، أي الكفاءات التي تنمّى في مختلف المواد، قبل أن يتم تنصيب اللجنة الوطنية للاعتماد والتصديق. وهي الأولى من نوعها، كلفت بإعداد شبكات تترجم المعايير والمؤشرات التي تضمّنها دفتر الشروط.وبعد الانطلاق في الإعداد والتأليف، حسب المفتشة المركزية للبيداغوجيا، نصبت المفتشية العامة، بإشراف وزيرة التربية، لجنة لمرافقة مؤلفي الكتب، حيث قامت بحضور ومتابعة مختلف محطات إنجاز الكتب، في حضور المفتش العام للوزارة ومستشار البيداغوجيا وأساتذة ومفتشين مركزيين في جميع التخصصات، ليتم بعدها إخضاع الكتب إلى عملية التقييم والخبرة. وتوجت العملية، تقول مليكة عباد، بإعداد حوصلة في شكل تقرير سلم إلى الوزيرة نورية بن غبريت، التي أمرت المفتشية العامة بالشروع في القراءة النهائية للكتب من قبل مختصين وأساتذة في القطاع، لا علاقة لهم بأية لجنة، ولم يشاركوا في عملية الهيكلة، طلب منهم إعداد تقارير بملاحظاتهم وتقييمهم للمضمون.وحرصت ذات المتحدثة على التأكيد أن وزيرة التربية وجهت تعليمات صارمة بضرورة مراعاة جانب التكوين في عملية الإصلاح. وهو ما ترجمه اللقاء الذي نظم نهاية شهر جوان الماضي، حيث جمع مؤلفي الكتب بالمبلغين أو نواة المفتشين، لشرح هيكلة الكتاب والمنهجية المعتمدة في إرساء التعليمات أو التقويم.وهي عملية تبعها مباشرة تنظيم ورشات صيفية في عشر ولايات ساحلية، لتبليغ مستجدات الكتاب المدرسي لجميع مفتشي التعليم الابتدائي والمتوسط، تكون متبوعة بيومين تكوينيين لمفتشي التعليم الابتدائي حول تصميم المقاطع التعليمية للغة العربية. وتقرر رسميا تنصيب خلايا متابعة شهرية في جميع الولايات لتسجيل الصعوبات التي يواجهها التلميذ والأستاذ خلال الممارسة اليومية، بهدف إعداد تقرير يعرض على الوزارة تحسبا لتدارك هذه النقائص خلال الطبعات المقبلة.