+ -

الداخل إلى حظيرة “دنيا بارك” الواقعة بأعالي العاصمة، والتي خطط ورتب لها لأن تكون منتزها عالميا، يجدها اليوم بعد نحو 20 عاما من إطلاق هذه التسمية مجرد فضاء خال من المساحات الخضراء وباقي المرافق الأخرى، ومفتوح على باقي المخاطر، لأن مساحاته الممتدة على 1059 هكتار عبر 5 بلديات ما تزال إلى غاية اليوم غير مسيجة نتيجة الإهمال واللامبالاة التي طالته بعد توقف الأشغال به، ما يطرح بالتالي تساؤلات عن سر وخلفية ذلك.

ما كنا نتوقع عندما وصلنا إلى البوابة المؤدية إلى مدخل “دنيا بارك” من جهة دالي إبراهيم، أننا لن نعثر على أي سياج أو باب يفصل بين الحي وحظيرة “دنيا بارك”، بل سلكنا دربا ضيقا محاطا بالأشواك والنباتات، وهو مسلك دلنا عليه شبان الحي.وعندما تلتفت يمينا وشمالا تلاحظ شريطا من البنايات والفيلات الفخمة، فيما غاب السياج وبات الوصول إلى عمق ومحيط الحظيرة في متناول كل الناس وكل الحيوانات ومتعاطي وباعة المخدرات وغيرها. ومع ذلك كان تسللنا إلى فضاء قريب من فضاء خصص لألعاب الأطفال، تحت رقابة أحد أعوان حراسة الحظيرة، ولو أن الأخير ظل كما لو أنه غير معني بتاتا بدخول وخروج الزوار. إذ كان المكان خاويا على عروشه إلا من بعض الأزواج القادمين من حين إلى آخر للالتحاق بضفاف البحيرة الواقعة قبالة دالي إبراهيم والشراڤة.وما عرفناه من أحد المسنين، أن فضاء “دنيا بارك”، يستقطب إليه عشرات العائلات بعد الخامسة مساء ممن تفضل الجلوس بالقرب من البحيرة طلبا للراحة، فيما تفضل أخرى الالتحاق بفضاء لعب الأطفال. لكن ما لم نفهمه، هو أننا وقفنا على أشغال لتهيئة حديقة لم يمر عليها يوم أو بضعة أيام، في وقت يؤكد فيه الجميع على أن المشروع متوقف، فالزائر للمكان، يجد نافورات للمياه، وأشجار الصنوبر، وأكواخا أخرى، استغل قاطنوها جزءا منها لتربية المواشي، وألواحا للطاقة الشمسية، لكن فتح هذا الفضاء الواسع الذي لم تهيأ غالبية مساحاته بعد، أمام الزوار يطرح أكثر من تساؤل، خاصة وأن بعض ممن تحدثنا إليهم، يقولون إن المكان غير آمن، بدليل أن حظيرة “دنيا بارك” غير محروسة على نحو يضمن الأمن للناس. بل ويقول أحد المسؤولين بإدارة دالي إبراهيم، إن حظيرة “دنيا بارك” تتربع على مساحة 1059 هكتار ولا تزال إلى غاية اليوم غير مسيجة، تحدها 5 بلديات هيدالي إبراهيم والشراڤة وأولاد فايت والعاشور، ومن المفروض أن كل بلدية تقوم بواجبها إزاء هذه الحظيرة. الوضع السائد بالجهة المقابلة لدالي إبراهيم هو نفسه السائد من الجهة المقابلة لمنطقة أولاد فايت والعاشور، عندما دخلنا حظيرة الرياح الكبرى، لم نلتق إلا ببعض أعوان الحراسة ممن رفضوا الإدلاء بأي معلومة لنا بشأن مكان تواجد محلات “فاست فود”، وأشاروا علينا بالتقدم إلى الإدارة الكائن مقرها بدالي إبراهيم، ومع ذلك واصلنا السير على الأقدام ولم نعثر على أي أثر لتلك المحلات المتحدث عنها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات