38serv

+ -

لا يزال خطر إصابة المواشي بمرض الجذري يخيّم على أضاحي العيد هذه السنة، بالنظر إلى تأكيدات البياطرة أنه مرض معد وسريع الانتشار، وكذا إحصائيات وزارة الفلاحة التي ذكرت أنها سجلت 640 بؤرة لهذا المرض خلال هذه السنة، ناهيك عن الحالات الجديدة المسجلة في الأسبوع الماضي بولايتي المدية وسيدي بلعباس، يحدث هذا في وقت قلّلت فيه فيدرالية الموّالين من خطورة المرض، واتهمت أطرافا تسعى إلى استغلال الوضع للمضاربة في الأسعار.

 سجل، نهاية الأسبوع المنصرم، في دوار “تيلوين” ببلدية مصطفى بن ابراهيم بولاية سيدي بلعباس، نفوق العشرات من رؤوس الماشية، إثر تعرضها لإصابات بمرض الجذري، حسب ما أفاد به عدد من موالي الولاية، وطالبوا الجهات المعنية بالتعجيل في تلقيح المواشي قبل اتساع رقعة المرض، خاصة وأن الولاية وعلى لسان مسؤوليها سجلت خلال الأشهر الماضية 20 بؤرة بأربع بلديات.ونفس الحالات سجلت بولاية المدية، حيث أحصت الولاية عدة بؤر أدت إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية، وأثارت مخاوف الموّالين في اتساع رقعة الإصابة، والتأثير على رؤوس ماشيتهم خاصة وأنها فترة يرتفع فيها الطلب على هذه الأخيرة لاقتناء أضحية العيد، وطالبوا بدورهم الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ مواشيهم عن طريق توفير المعاينة الطبية واللقاح، لتفادي ارتفاع عدد الإصابات التي تؤدي في معظم الأحيان الى نفوقها.وللإطلاع على الوضع كان لنا اتصال مع رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، جيلالي عزاوي، الذي قلّل من حجم الإصابات، وقال إن عددها قليل ولن يؤثر على نشاط الموّالين الذي انطلق عبر الولايات بعد تحديد نقاط البيع، وأكد لـ«الخبر” أن هذه الأخيرة تتوفر على الأمن والرعاية الطبيبة اللازمة من خلال تجنيد عدد مهم من البياطرة للإبلاغ عن أي حالة مرضية، والتعجيل بالعلاج، واتهم المتحدث مضاربين بـ«تهويل” الوضع من أجل التلاعب بالأسعار ورفعها، خاصة وأن فرصهم للربح هذه السنة ضئيلة بالنظر الى أن الموّالين يبيعون ماشيتهم مباشرة للمواطن عبر نقاط البيع.تطمينات فيدرالية الموّالين لم تصمد أمام تقارير البياطرة الذين أكدوا سرعة عدوى المرض على الرغم من أن خطورته أقل من أمراض أخرى تصيب عادة الماشية على غرار الحمى القلاعية، وحسب تصريحات البيطري ورئيس جمعية البياطرة الخواص لولاية بجاية، الدكتور محمود مرابطين، لـ«الخبر”، فإن التلقيح ضد الجذري هو عملية تقوم بها مصالح الوزارة سنويا، وما سجل ببعض الولايات سببه “تهاون” بعض المسؤولين في التصدي لهذا المرض، وعدم تلقيح الماشية على مستواها، أو أنها لقحت بطرق غير سليمة، وأكد ذات المسؤول أن مرض الجذري سريع الانتشار بالنظر إلى أنه مصنف ضمن الأمراض المعدية، وعن أعراض المرض وإمكانية العلاج منه قال الدكتور مرابطين، إن أعراضه التهابات بالأنف مصحوبة بسيلان مع وجود التهابات فوق الجلد، أي في الأماكن التي لا يتواجد بها الصوف، على غرار الوجه والرقبة والأرجل والبطن مع حمى، ونسبة شفاء المصابة منها ضئيلة، حسبه، لأنها مرتبطة بالمحيط الذي تعيش فيه الماشية، فإذا كانت في جو صحي يتوفر على مصدر غذاء طبيعي، وكانت في حالة جيدة لا تعاني من أمراض أخرى فيمكن أن تتجاوز هذه المرحلة، أما إذا كان العكس، فحتما سيكون مصيرها النفوق، حسبه.وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة، على لسان مدير المصالح البيطرية، أكدت على تلقيح الماشية المصابة باللقاحات الاحتياطية المتوفرة لدى المفتشيات البيطرية للولايات والمقدرة بـ10 آلاف لقاح في كل مفتشية. كما ذكر المتحدث أنه سيتم تسخير بيطري مناوب في كل بلدية وأزيد من بيطريين اثنين في كل مسلخ عبر الوطن.وتقوم المصالح البيطرية بحملة تلقيح ضد مرض الجذري شهر نوفمبر من كل سنة وتمس 21 مليون رأس، يضيف بوغانم، الذي قال إن عدد البؤر المسجلة بلغ 480 بؤرة في 2015 و640 بؤرة في 2016 بعدما قدرت بحوالي 800 بؤرة في 2014، حيث يخصص سنويا ما قيمته مليار دج لاقتناء اللقاحات ضد أمراض الحمى القلاعية والكلب والجذري والحمى المالطية.كما أوضح نفس المسؤول أن ما يعادل 4 ملايين رأس من الغنم ونحو 4500 عجل، يذبح كل سنة بمناسبة عيد الأضحى، إذ يجري حاليا استكمال قائمة البلديات التي ستقام بها نقاط البيع موازاة مع قرار الوزارة تكثيف نقاط بيع الأضاحي بالمدن الكبرى على غرار العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة، في انتظار تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات