هل يعرف مسؤول الإعلام في حزب الآفة "الحاكم" ما يقول حين يقول أن الرئيس القادم للجزائر لا يصنعه العسكر كما كان من قبل! هل نسق مسؤول الإعلام في "الآفة" مع ما قاله رئيسه سعداني وهو يقول ماقال؟ لا أعتقد ذلك لأن سعداني لايزال موجودا في قيادة الأفلان لأنه يمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وهي المؤسسة العسكرية وليس الرئاسة، فكيف يقول مسؤول الإعلام الذي لا يعلم أن الجيش لن تكون له يد في صناعة الرئيس القادم للجزائر كما جرت العادة دائما منذ 60 سنة.
ألا يعلم هذا الناطق باسم "الآفة" أن الانتخابات الأخيرة الرئا سية والبرلمانية كانت القاعدة الإجتماعية السياسية الانتخابية لها هي الأسلاك النظامية وفيها الجيش والشرطة ورجال المطافئ والديوانة . وأن المناضلين الناخبين على الأفلان في الرئاسيات الماضية والإنتخابات البرلمانية لا تشكل نسبتهم في الأصوات حتى 10٪ ! فهل إذا تخلى هؤلاء النظاميون عن الأفلان تبقى الأفلان قوة سياسية كما هي الآن؟! أم أن خلدون لا يعرف ما يقول أو أنه يتصرف بما لا يعرف! حين يقدم سعداني على انه زعيم ضد العسكر بالعسكر؟! ألا يعرف هذا (الاعلامي) الأفالاني ان المعركة السياسية الجارية الآن في الأفلان هي بالاساس من أجل إبعاد سعداني عن الأفالان حتى لا يكون رأس حربة للمؤسسة العسكرية داخل الأفلان؟! هل يتذكر خلدون الرسالة التي بعث بها قائد الأركان تأييدا لسعداني على رأس الأفالان! هل يؤيد قائد الأركان في الجيش من يعمل على إبعاد التأثير للجيش في تعيين القائد الأعلى للجيش الذي هو الرئيس القادم؟! ام ان الناطق الرسمي باسم الأفلان قد دخل هو الآخر في زمرة العاملين على ابعاد سعداني كرجل الجيش في الجبهة؟ تصوروا معنا هذه الصورة الكاريكاتورية لتعيين الرئيس القادم للجزائر. والصورة يلخصها الخبر التالي : "اجتمع الزعيم سعداني مع الناطق باسمه في الأفلان وبحضور طليبة وجميعي وقرروا تعيين الرئيس الجديد للجزائر! وعلى القيادة العسكرية ان تمتثل لأوامر قائدها الأعلى الذي عينه هؤلاء تطبيقا لنظرية سعداني وخلدون في تمدين الحكم؟!" في بعض الأحيان، يحس الإنسان بدوار يلف رأسه عندما يسمع مثل هذه التصريحات! ففي الوقت الذي تتبلد فيه الحياة السياسية والحكومية والبرلمانية وتتكلس بصورة تجعل الناس يطالبون بتدخل العسكر بصورة مباشرة لإنهاء هذه المهازل، في هذا الوقت يتشدق هؤلاء بما يقولون وهم أنفسهم يمارسون في الواقع عكس ما يقولون. هؤلاء يمارسون لغة الخشب لتضليل الناس وهم في الحقيقة يضللون انفسهم ولا يشعرون!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات