"أي تصعيد إسرائيلي نتيجة طبيعة إرهابية للمحتل"

+ -

ما خلفية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة؟ وهل يمهد ذلك لعدوان جديد؟ أي تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة أو أي منطقة في فلسطين المحتلة، هو النتيجة الطبيعة الإرهابية التي يتصف بها المحتل الإسرائيلي، فهو من دون ممارسة الإرهاب لا يستطيع تأكيد ذاته، أما تذرع الاحتلال بانطلاق صاروخ من داخل غزة لا يبيح له الاعتداء بشكل سافر على غزة وتصعيد هجماته ضدها، ولكنه أراد أن يرسل رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي بأنه قوي وقادر على الرد، حتى يرفع من معنويات المغتصبين الصهاينة، خاصة الذين يعيشون قريبا من القطاع أو ما يسمى بغلاف غزة، ولا أعتقد أنه يمهد لعدوان قادم، لأنه لا يستطيع خوض مغامرة يعلم نتيجتها السلبية مسبقا.في الذكرى الثانية للعدوان على غزة، يبرز ملف إعادة اعتقال الأسرى، حيث أعاد الاحتلال اعتقال 50 من محرري صفقة التبادل، هل يعني ذلك رغبة الاحتلال في توظيف القضية كورقة ضغط؟ المحتل الإسرائيلي حين اعتقل مجموعة كبيرة من محرري صفقة التبادل، هو بذلك يريد أن يجمع قدرا أكبر من الأوراق كمقدمة لصفقة جديدة، قد يظن أنه باعتقاله لأولئك الأبطال قد امتلك ورقة ضغط، ولكنني أعتقد أن أي صفقة لن تتم، وأي معلومة لن تفرج عنها كتائب القسام قبل تحرير كافة أسرى صفقة التبادل.غياب الإجماع داخل الصف الفلسطيني ووجود السلطة في حالة ضعف، أو انسداد مسارات التسوية، فضلا عن وضع المنطقة العربية، هل هذه العوامل يمكن أن تفسح المجال لإسرائيل للمزايدة ومحاولة ضرب المقاومة في غزة مجددا؟ تعودنا أنه كلما وقعت حرب بين “إسرائيل” وغزة، فإن إسرائيل ستحتاج إلى المجتمع الدولي وأصدقائها من العرب، من أجل التدخل لوقف إطلاق النار، لأن هؤلاء هم المخرج الوحيد لإسرائيل من مأزقها وإحراجها، وبالتالي فإن العرب يقفون مع العدوان الإسرائيلي موقف المتفرج حتى يتم استدعاؤهم، بشكل غير مباشر، للتدخل لصالح إسرائيل، وكذلك فإن المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي بغض النظر عن صلابة الصف الداخلي، وبغض النظر عن قوة أو ضعف السلطة الفلسطينية، فتلك الظروف لا تقدم ولا تؤخر في قوة المقاومة وموقفها.ما الذي حمله خطاب أبو عبيدة في تصريحاته في رفح؟ أهم ما في خطاب أبو عبيدة أنه استخدم سياسة العصا دون الجزرة، وهذا دليل على قوة المقاومة وتطورها واستعدادها لأي حماقة قد يلجأ إليها المحتل، كذلك حديثه عن التعامل بالمثل مع الأسرى يعني أن المقاومة وسعت من حدود تدخلها لتجاوز حدود قطاع غزة، ومن الممكن أن تتطور في المستقبل، ومن النقاط الهامة أن القسام لم يقدم أي معلومة مجانية للمحتل الإسرائيلي، هذا إلى جانب تأكيده على قضايا أساسية مثل التمسك بنهج المقاومة وتحرير الأسرى من اليهود ومن العرب أيضا، وكذلك دعمه لانتفاضة القدس في الضفة الغربية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات