إقامة الدولة في نادي الصنوبر أصبحت فعلا إقامة فساد الدولة بامتياز. كل يوم تعلن فضيحة تنسينا في الفضيحة التي سبقتها! من هو هذا النائب الذي يشرّع القانون لوضع الأموال في البنوك وهو يحوّل بيته إلى بنك آمن للفساد؟! هل يعقل أن النائب الذي يمثل الشعب في التشريع يضع 11 مليارا عدا ونقدا في بيته؟! هل تحولت إقامة الدولة في نادي الصنوبر من مكان آمن للمسؤولين في الدولة إلى مكان آمن للفساد؟! أكيد أن هذا البرلماني حصل على هذه الفيلا في إقامة الدولة تحت ذريعة الهروب من الإرهاب! فهل يحق لمثل هؤلاء الإقامة في إقامة الدولة وهم يمارسون الفساد بعيدا عن الإرهاب وبعيدا عن الخطر الذي يمثله السراق الصغار ضد السراق الكبار! لو كانت الدولة تطبق القانون فعليا لرفعت الحصانة عن هذا النائب وحولته إلى العدالة، وسحبت منه النيابة لأنه يستغلها في حماية وتنمية خرق القوانين والفساد! منذ مدة، اشتكى لي أحد سكان هذه المحمية الفسادية في نادي الصنوبر من أن أبناءه أصبحوا في خطر الفساد الأخلاقي والسلوكي، نظرا لتعاطي المخدرات والخمر وسوء الأخلاق في هذه المحمية بين أبناء بعض المسؤولين، وهم في حصانة تامة من النشاط الأمني، لأن المنطقة تعد محمية أمنية للفساد والمفسدين! فبها تتم أهم عمليات المضاربات المشبوهة في الصفقات العمومية! وفيها أيضا تتم عمليات تحضير القوانين والتعليمات بما يناسب تنمية الفساد والمفسدين وحمايتهم. في هذه المنطقة أيضا ينشط أقارب المسؤولين في إبرام الصفقات خارج أعين كل من يشك في إفشاء أسرار الفساد.المنطقة تحولت من إقامة دائمة للدولة إلى إقامة دائمة للفساد، وسوق معلنة وغير معلنة لتسويق الصفقات الفاسدة! والمصيبة أن هؤلاء الذين لا يحاسبون عما يفعلون من سرقات ضد الشعب يعمدون في بعض الأحيان إلى سرقة بعضهم البعض.. كهذا الذي أراد أن يسرق البنك الذي شيده هذا النائب في بيته خلافا للقانون الذي سنه في البرلمان! هل باستطاعة السلطة أن تقول لنا كيف دخل هؤلاء السراق إلى محمية الدولة؟ وكيف سرقوا هذا النائب.. فلو أن هذا البرلماني قد حصل على هذا المبلغ بطريقة شرعية لما وضعه في بيته الذي حوّله إلى بنك! ننتظر أن تقوم مصالح الأمن والعدالة بكشف كل ملابسات هذه القضية بالأسماء والخلفيات. ونأمل ألا يتم التستر على النائب باسم الحصانة وسرية التحقيق. مشكلتنا أن الدولة أصبحت مختطفة من طرف هؤلاء المسؤولين وأمثالهم وهم يقيمون في إقامة الدولة؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات