"حكومة الشاهد فريق أزمة والنداء اضطر لإرضاء النهضة"

+ -

الآن وقد أعلن عن تشكيلة الحكومة.. كيف يمكن وصفها وتقييم تركيبتها؟ من ناحية التوصيف هي حكومة محاصصة سياسيّة، ظاهرها فريق لإدارة أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة، وعمقها محاولة متجددة لإخضاع ضحايا الأزمة ذاتها بتشريك الفاعلين الرئيسيين في السلطة، أمّا من ناحية تقييم التركيبة فقد اجتمعت كلّ الأطياف الفكريّة والسياسيّة لأول مرّة بوجود إسلاميين ويساريين وقوميين ودستوريين في فريق يوسف الشاهد.ماذا يعني حصول النهضة على أربع حقائب مثل النداء، ومن الذي يستغل الآخر، النهضة تستغل النداء أم النداء يستقوي بالنهضة؟حصول حركة النهضة على أربع حقائب مثل نداء تونس كان منتظرا، بعد سيطرة نداء تونس على الرئاسات الثلاث، فكلا الطرفين قد بات مجبرا على إرضاء الثاني وعلى “التعايش” معه، وإن اختلفا حدّ التناقض في نقاط كثيرة لحاجة النهضة، صاحبة الحجم الانتخابي الأقوى، إلى النداء، صاحب النفوذ المالي والإداري الأقوى، والعكس صحيح.برأيك ما الذي يمكن أن تملكه حكومة الشاهد لكي تنجح فيما أخفقت فيه حكومة الصيد؟ حكومة يوسف الشاهد باتت تمتلك مقوّما قويّا من مقومات النجاح، عجزت عن امتلاكه كل الحكومات السابقة متمثّلا في “الهدنة الاجتماعيّة”، عبر إشراك كل من الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة، كما أنّها من الناحية السياسيّة متجاوزة لانعكاسات أزمة نداء تونس السلبيّة على حكومة الحبيب الصيد.حددت حكومة الشاهد أولوية مكافحة الإرهاب والفساد، إلى أي حد يمكن أن تنجح الحكومة المقبلة في ذلك؟ نفس الأولويات المحددة من طرف يوسف الشاهد قد حددت سابقا لحكومة مهدي جمعة، ومن بعدها لحكومتي الحبيب الصيد الأولى والثانية، وفي الحالتين فإنّ غياب رؤية واستراتيجيّة وطنيّة واضحة في الاتجاهين (محاربة الإرهاب ومحاربة الفساد)، إلى جانب عدم شجاعة وقدرة رؤوس السلطة على تفكيك الظاهرتين، يعني أنّها مجرّد شعارات تتماهى مع طبيعة المواضيع الكبرى المطروحة في المشهد العام فقط لا غير، كما أن الدعم الدولي للتجربة التونسيّة يفترض تسويق أولويات من هذا القبيل وبين الشعارات والأولويات على الورق، وما هو ممكن في الواقع مسافات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات