"نحن لسنا ضحايا الفيضانات بل ضحايا عطلة المسؤولين"

+ -

 شرع ضحايا فيضانات تمنراست في التحرك لدفع السلطات المحلية والعليا لتصنيفهم كمنكوبين، والتكفل بوضعيتهم التي وصفوها بـ”المزرية”، بعد أن فقدوا سكناتهم وممتلكاتهم بين ليلة وضحاها.”سنرى” هو رد السلطات الذي أجج غضب المنكوبين، فقد انتقل الجدل في تمنراست من قضية التكفل بالمتضررين أو المنكوبين، إلى التساؤل فيما إذا كان ما وقع في تمنراست يوم 11 أوت فيضانات مدمرة أدت إلى تدمير واسع وتشريد أسر أو اعتبار المنطقة منكوبة، أو تعرضت لمجرد تقلبات جوية أدت إلى وقوع أضرار محدودة؟!المتضررون من جانبهم يصرون على اعتبار ما وقع “كارثة” بالمعنى الحقيقي، ويُطالبون باعتبار تمنراست منطقة منكوبة جزئيا، حيث تقول السيدة أوغيف حسينة، وهي ربة أسرة منكوبة وأم لـ7 أطفال: “أنا أقيم منذ يوم الجمعة لدى الجيران، سقف بيتي انهار كليا في حي تهڤارت، وإلى الآن لم أحصل على أي شيء، وعند اتصالي بالمسؤولين في البلدية طلبوا مني تسجيل نفسي في قائمة وانتظر!”، وأضافت المتحدثة: “لكن لا أحد جاء لزيارتي”.حالة محمد دادن مشابهة لوضعية السيدة سالفة الذكر، إذ قال: “إن رئيس المصلحة في الدائرة قال له إن المنكوبين سينتظرون أشهرا عدة قبل أن يحصلوا على تكفل السلطات”. وأضاف دادن، الذي يقيم مع زوجته وأمه و5 أطفال في مستودع نقل إليه ما تبقى من أثاث بيته، بأن المسؤولين في الدائرة أخبروه بأن المنكوبين أو المتضررين ستدرس حالاتهم بدقة على مستوى الدائرة التي ستقرر من يحق له الحصول على سكن اجتماعي. وجاء في تقرير رفعه أكثر من 100 متضرر من الفيضانات والسيول في تمنراست، إلى الوزير الأول طلب بالتحقيق في مشاريع تنموية كشفت الأمطار والسيول أنها كانت مغشوشة أنجز أغلبها عامي 2012 و2013، ومن بين تلك المشاريع محولات الكهرباء ورصف الطرق ومشاريع تابعة لمديرية الموارد المائية، منها مد قنوات شرب وصرف صحي، حيث برزت فيها شقوق خطيرة ظهرت في جسرين اثنين، كما ثبت أن بعض المدارس الجديدة بنيت بطريقة مخالفة تماما للمقاييس الهندسية. وأشار المنكوبون في ذات التقرير الذي اطلعت “الخبر” عليه إلى أن أزمة تمنراست كشفت الوجه الحقيقي للسلطات، فقد ذكر أحد الموقعين على العريضة التي أرفقت بالتقرير، وهو السيد غاني علي: “يبدو أن خروج أغلب الوزراء في عطلة دفع السلطات المحلية في تمنراست إلى محاولة التغطية على الكارثة واعتبارها تقلبات جوية يمكن للسلطات المحلية تسييرها والتحكم بها”.وركز المنكوبون في تمنراست على تعهد وزير السكن الأسبق، نور الدين موسى، الذي زار عين صالح بمعية وزير الداخلية في عام 2009، وتعهد قبل 7 سنوات تقريبا بالقضاء نهائيا على السكن الطوبي في الجنوب، وجاء وعد الوزير في تصريح نقله التلفزيون الجزائري، إلا أنه لا شيء تحقق على أرض الواقع في الجنوب، حسب المنكوبين، ففي كل مرة تدمر الأمطار سكنات طوبية في مدن الجنوب دون أن تتحرك السلطات. وقد رفضت السلطات في تمنراست اعتبار أكثر من 300 أسرة تضررت بيوتها كليا أو جزئيا أسرا منكوبة، وأطلقت عليهم في محاضر رسمية تسمية “المتضررين من التقلبات الجوية”، ويجري حاليا إحصاء المتضررين من أجل التكفل بهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات