تمثل مناعة الجسم جدار الدفاع الذي يحارب كل الميكروبات والفيروسات المسببة للأمراض، حيث تتولى أعضاء وخلايا أجسام الكائنات الحية حماية نفسها من الأمراض والخلايا السرطانية بفضل تلك المناعة، وهي نوعان: فطرية موروثة، ومكتسبة يتم اكتسابها خلال حياة الكائن الحي بعد تعرضه لتأثير ميكروباتوبكتيريا متسببة له في مختلف الأمراض والسموم والخلايا السرطانية. عن وظيفة كل نوع على حدة، أكد لنا الدكتور فيصل عطّاب، مختص في الطب الباطني، أن مهمة المناعة الفطرية تشكيل خط الدفاع الأول في الجسم وهي مكونة من خلايا ومواد بيوكيمائية موجودة في أغلب أنسجتنا، تعمل على مهاجمة الميكروبات خلال فترة قصيرة من اقتحامها الجسم وتتميز بسرعتها الفائقة في كشف مسببات الأمراض. أما المناعة المكتسبة فتتكون، حسب الدكتور، من خلايا متخصصة تنشأ داخل نخاع العظم لتمتد إلى الدورة الدموية والأنسجة والجهاز اللمفاوي.وعن أسباب ضعف المناعة سواء عند البالغ أو الطفل، أكد فيصل عطّاب أنها متعددة يتصدرها الأكل غير الصحي، وخاصة الوجبات السريعة المستهلكة بكثرة خاصة وسط أطفالنا الذين باتوا يقبلون عليها بشراهة، وكذا الحلويات والعجائن المصنوعة من الدقيق الأبيض والتي قد تتلف الخلايا المحاربة للأمراض، ناهيك عن افتقار الجسم للنوم الكافي الذي أكد محدثنا أنه أحد الأمور الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان، موضحا أن جسم الإنسان ينتج خلال ساعات النوم مادة “الميلاتونين”، ومن دونها لا يستطيع الجسم تصنيع خلايا الدم البيضاء التي تحارب الأجسام الضارة.كما يعتبر القلق والتوتر الذي بات يميز يوميات الجزائري أحد أسباب فقدان المناعة، وعنهما أشار اختصاص الأمراض الباطنية إلى أن العمل وسط ظروف يميزها القلق والتوتر على مدار اليوم يزيد من نسبة الكولسترول في الجسم وبالتالي فقدان التوازن في نسبة الهرمونات، ما يؤدي إلى انخفاض قدرة جهاز المناعة على الاستجابة بسرعة للدفاع عن الجسم. كما تطرق محدثنا للركود الذي بات يميز يومياتنا وانعدام النشاط الرياضي سواء عند الكبار أو الصغار، ودليل ذلك تفشي السمنة وسط فئة كبيرة من أطفالنا، ما ينتج عنه امتصاص الجسم للعناصر الغذائية التي تتسبب في تباطؤ المناعة وإضعافها، وكلها تعاملات يومية نعتمدها وتتسبب لنا دون أن ندري في تضاؤل مناعة أجسامنا، يقول الدكتور عطّاب داعيا إلى اعتماد نظام غذاء صحي قائم على الخضر والفواكه والأطعمة المصنوعة من الدقيق الكامل والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، والابتعاد عن القلق، مع تمكين الجسم من فترات الراحة اللازمة له لضمان مناعة جيدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات