الأفافاس يدعو للإجماع بين الجزائريين في ذكرى الصومام

+ -

 جدد عبد المالك بوشافع، الأمين الأول للأفافاس، أمس، خلال إشرافه على تجمع شعبي بساحة إفري بأوزلاڤن، موقف حزبه الثابت المطالب برحيل النظام القائم بطرق سلمية قبل فوات الأوان، داعيا من أسماهم “رجال السلطة” إلى  التفكير في مستقبل الوطن والأجيال القادمة، خاصة أنهم جميعا يعيشون “حالة احتضار تحت نظام ميت سياسيا”.وأوضح بوشافع، في تجمع حاشد بمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر الصومام، أن “الجزائر في خطر لأنها غارقة في العنف السياسي”، مشيرا إلى  أن انزلاقات وخيمة ممكنة الحدوث في أي وقت، وهذا ما يجعل الأفافاس “يتوسل” من أجل حماية مستقبل وطن مضرج بدماء الملايين من أبناء الشعب الذين عقدوا العزم يوما على أن يتوصلوا إلى  إجماع يحققون فيه النصر على الظلم والظالمين، في إشارة إلى  الاستعمار الفرنسي.وأضاف بوشافع أن الإجماع الوطني الذي حققه الشعب الجزائري أيام الثورة ومكنه من تحرير البلاد والتخلص من المستعمر، هو نفسه ما تحتاج إليه الجزائر اليوم للتحرر من “ظلم النظام وتحرير العباد من أغلاله”، مخاطبا رموز السلطة بقوله: “إن الأمل الوحيد المتبقي لمواجهة وضعية التعفن السياسي الذي آلت إليه البلاد هو القبول بالإجماع الوطني، وأنه لا مجال للمراوغة أو التماطل”، موضحا أن كل يوم يمر دون إجماع أخطاره تتضاعف مرات ومرات وهو ما يبرر، حسبه، “الطابع الاستعجالي” لمثل هذا المطلب الذي ليس حزبيا وإنما شعبي بالدرجة الأولى، حسب تعبيره.مسؤول الأفافاس قال أيضا إن شعار الاحتفالات الرسمية الخاصة بذكرى مؤتمر الصومام المتمثلة في “أولوية السياسي على العسكري”، هو الذي أثار حفيظة السلطة، موضحا لها أن الزعيم الرمز الراحل حسين آيت أحمد هو أول من دعا إلى  ذلك، والمطالبة به اليوم هو مجرد تذكير واحترام لواجب الذاكرة تجاه التاريخ و”الزعيم”، وهو عبارة عن رد على الأطراف السياسية التي ترى في “تدخل العسكر وسيلة للتخلص من الجماعة المستولية على السلطة بالعنف والقوة”.كما ذكر بوشافع، الذي كان يتحدث أمام الآلاف من أنصار حزبه الذين تدفقوا إلى  إفري لتجاوز الاحتفالات الرسمية للحكومة بذكرى مؤتمر الصومام، أن “المخرج مما نعاني منه سيتحقق بفضل الإجماع الوطني، الذي سيرميه الأفافاس إلى  الشارع لتحتضنه الجماهير ولتتصرف بفيه”، مشيرا إلى  أن “قيادة الأفافاس متأكدة وعلى يقين بأن ذلك سيتحقق لا محالة”.وعن دور مؤتمر الصومام في تحقيق الاستقلال، قال عبد المالك بوشافع إن المؤتمر نجح في تحقيق رهان الإجماع الوطني، مؤكدا أن شعاره آنذاك كان “مؤتمر من أجل ضمان استمرارية الثورة”. وحسبه، فإن الأفافاس “لا يزال متمسكا بروح وثيقة مؤتمر الصومام التي من بين أهدافها بناء دولة جزائرية ديمقراطية في إطار المبادئ الاجتماعية دون تمييز عرقي أو ديني”، الأمر الذي يبرر، كما أكد، “إصرار الأفافاس على العودة إلى  الإجماع الوطني”، خاصة أن “السلطة الحالية تناقض في توجهاتها فلسفة وثيقة مؤتمر الصومام، حيث لا مكان لدولة مدنية يحكمها العسكر”.من جانبه، قال علي العسكري، أحد قادة الهيئة القيادية للأفافاس، في تدخله المقتضب، إن “الشيء المفرح اليوم هو صحوة رجال النظام تجاه ذاكرة مؤتمر الصومام”، موضحا أن اختيار بجاية لاحتضان احتفالات مؤتمر الصومام “مؤشر إيجابي”، مبررا قوله بمعاداة مؤتمر الصومام الذي مرت على تنظيمه ستون سنة، من قبل أصحاب التوجه العسكري. وفي هذا الصدد، قال: “المهم أنهم تذكروا المؤتمر الذي لا يزالون ينظرون إليه كقبر لنظام فاسد”. وعن مقاطعة الأفافاس لاحتفالات الحكومة بالمؤتمر، التي شارك فيها وزير المجاهدين بمعية وزير الثقافة، قال العسكري إن حزبه “اختار الرسميات الشعبية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات