انطلاق بطولة "الشكارة" على وقع التراشق بالحجارة

+ -

انتزعت البطولة الجزائرية مع انطلاقتها هذا الموسم عنوان “بطولة الهوان”، وهي تنذر، من خلال كل المؤشرات السلبية، على أننا مقبلون على أخطر وأتعس وأكثر البطولات فضائح مقارنة بكل المواسم المنصرمة، بعدما اجتاح الرشق بالحجارة بين المناصرين عديد الملاعب الجزائرية في الجولة الأولى، فيما رسّم نادي سريع غليزان الانطلاقة العرجاء للمنافسة بغيابه عن المباراة الأولى أمام نصر حسين داي.

 لم تقتصر نتائج عدم استعداد النوادي لانسحاب الشرطة من الملاعب على ملعب عمر حمّادي ببولوغين، إنما امتدت مظاهر العنف إلى مدرّجات ملاعب أخرى في أعقاب الجولة الأولى، على غرار ملعبي أول نوفمبر بتيزي وزو و20 أوت 1955 بالجزائر، حيث أخذ التراشق بالحجارة بين أنصار “الكناري” والعميد أبعادا خطيرة، تطلّب تدخل عناصر الحماية المدنية لنقل عديد المصابين إلى المستشفى، في الوقت الذي دارت “حرب” في مدرّجات ملعب العناصر بين مناصري شباب بلوزداد ومولودية وهران في سيناريو مستنسخ عمّا حدث بملعب بولوغين، أول أمس، بين أنصار اتحاد الجزائر ومولودية بجاية.واقترحت هيئة محفوظ قرباج، بتزكية من رئيس الاتحادية، مشهدا مؤسفا لواقع الكرة في الجزائر وحقيقة التسيير العشوائي البعيد كل البُعد عن ترسيم مبدأ القانون، وقد دفعت القرارات غير المدروسة من طرف رابطة كرة القدم المحترفة، واعتمادها سياسة الكيل بمكيالين وعدم متابعتها ومرافقتها ومحاسبتها أيضا للنوادي خلال السنوات الست الماضية، إلى ما يشبه “التمرّد” الجماعي على الهيئات الكروية، كون سريع غليزان، الذي لم يقو على إعداد 11 لاعبا من صنف الأكابر لمواجهة نصر حسين داي بأرضه في الجولة الأولى، يشتكي اليوم من “الحڤرة”، ويُدين سياسة التمييز بين النوادي، من باب أن الرّابطة “تساهلت” مع اتحاد الحرّاش الذي لم يسوّ كل ديونه، بينما ضربت بيد من حديد فريق غليزان، الذي سيتم إعلانه خاسرا على البساط وفرض غرامات مالية عليه.وما يثير الانتباه في المهزلة التي تضرب كرة القدم الجزائرية التي تغرق نواديها في المديونية بسبب “الشكارة” التي أثقلت كاهل الدولة أيضا، تصريح رئيس الرّابطة، محفوظ قرباج، الذي دعا الأنصار لعدم التنقل لمتابعة مباريات فرقهم خارج القواعد، وهو حلّ غريب صادر من مسؤول، يُثبت به عجز الهيئات الكروية الجزائرية عن تنظيم مباراة في كرة القدم دون مشاكل، وهو تصريح سارع إلى الإدلاء به لأحد العناوين الصحفية رغم أنه في عطلة، كون قرباج اقتنع، في الأخير، بأنه غارق في الفضائح.ولا يعتبر عدم إجراء مباراة رسمية في الجولة الأولى، حدثا عابرا، بل إن الفضائح تتدافع أمام باب الرابطة من أجل “تعرية” مسؤوليها وكشف عيوبهم، بدليل ما حدث بملعب عمر حمّادي ببولوغين، حين تم اقتراح “جولة مفتوحة على العنف” على الجماهير الجزائرية وكل العالم، من خلال فشل نواد محترفة “تستنزف” الملايير من الخزينة العمومية في تنظيم مباراة في كرة القدم دون دعم رجال الشرطة.ما حدث في أول جولة من بطولة الاحتراف، مؤشر قوي على أن الجولات القادمة تحمل معها مشاكل بالجملة، خاصة حين تصبح المباريات أكثر أهمية للنوادي، في نظر الأنصار، وسيزيد الوضع من متاعب المسؤولين عن الهيئات الكروية الجزائرية، وسيجعل كل الجماهير تقتنع بأننا في عالم آخر لا يعرف شيئا عن التسيير الحقيقي والاحترافي للكرة، كون قرار اللّواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، سحب قوات الأمن من الملاعب، والاقتداء بما هو حاصل في كبريات البطولات في العالم، من حيث طريقة تنظيم المباريات وعرضه (هامل) لتجربة نادي ليون واستعداده لمرافقة النوادي لتكوين أعوان الملاعب، كشف كل العيوب التي عانت قوات الأمن في مداراتها عن الاتحادية والرابطة والنوادي لعدة سنوات، حين تحمّلت الشرطة مشقة التصدي لعنف ناتج أساسا عن عقم مبرمج للكرة الجزائرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات