أنفانتينو يُبعد روراوة من عضوية لجنة محاربة الإقصاء والتمييز

+ -

أسقط رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم، جياني أنفانتينو، اسم محمّد روراوة من عضوية لجنة محاربة الإقصاء والتمييز. وانتقت “الفيفا” بعناية كبيرة أسماء 11 شخصية رياضية وسياسية معروفة لنيل هذا الشرف، قياسا بتاريخ كل شخصية، ومدى حرصها على الدفاع عن كل أشكال التمييز والإقصاء في عالم الكرة.

 ستمنح قائمة الـ11 شخصية جائزة شرفية يوم 26 سبتمبر المقبل بمدينة مانشستر الإنجليزية، لشخصية كروية أو منظمة أو مبادرة جماعة، عرفانا لما تم تقديمه خلال السنوات الماضية من عمل ضد التمييز والإقصاء، واعترافا رمزيا وشرفيا أيضا من الاتحادية الدولية لكرة القدم، التي تحرص، حسب بيان على موقع “الفيفا” الرسمي، على تشجيع أشخاص آخرين أو جمعيات في العالم بأسره للدفاع عن هذا المسعى.لجنة “الفيفا” التي يُطلق عليها تسمية “الـ11 للتنوّع”، تستعد لاختيار الأفضل عبر العالم من بين شخصيات رياضية أو هيئات كروية أو حتى مبادرة جماعية في هذا المسعى النبيل، على أن تتكفّل الأمينة العامة الجديدة لـ”الفيفا”، السينغالية فاطمة سامورا، بتقديم الجائزة، ويتبع الحفل في مدينة مانشستر حديث جماعي حول التنوّع في الرياضة التي تولي له الاتحادية الدولية أهمية كبيرة، بسبب انتشار التمييز والإقصاء على مستوى النوادي والهيئات الكروية على مستوى الاتحادات الكروية وحتى في مدرجات الملاعب.شخصيات بارزة تنال ثقة “الفيفا”وخلت “قائمة الشرف” التي أعدّها رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم، جياني أنفانتينو، من اسم رئيس “الفاف” محمّد روراوة، رغم أن الأخير راح يوهم الرأي العام الجزائري، ومنه الإفريقي والعالمي، بأنه صاحب فضل في تولي أنفانتينو رئاسة “الفيفا”. وبأنه (روراوة) تمكّن من خلال “نفوذه” على مستوى “الكاف” من استمالة أصوات الأفارقة لصُنع الفارق في الجمعية العامة الانتخابية التي أفضت باختيار أنفانتينو لخلافة جوزيف سيب بلاتير. وترك روراوة الانطباع بأنه أصبح “قويا” مثل السابق بوجود أنفانتينو “الصديق”. قبل أن يوجّه الأخير رسالة واضحة للجزائري روراوة، يؤكد من خلالها بأنه لا يصادق من يمارس سياسة الإقصاء والتمييز.وعلى خلاف الجنوب إفريقي، طوكيو سيكسوال، المتواجد ضمن القائمة، والدولي الهولندي السابق كلارانس سيدورف، والكونغولي كونستون عوماري، وغيرهم ممن شهدت لهم “الفيفا” بحسن مسيرتهم وحرصهم على محاربة كل أشكال الإقصاء والتمييز، فإن فضائح الكرة الجزائرية “فاحت رائحتها” وبلغت أروقة “الفيفا”، بشكل أصبح محمّد روراوة، مسؤول الكرة الجزائرية، فاقدا للمعايير المطلوبة.. بل إن ما حدث وما يحدث في الكرة الجزائرية، تحت إشرافه، يجعله يجمع كل “العيوب” التي تحاربها “الفيفا” اليوم في عالم الكرة.الذاكرة الكروية تحتفظ بفضائح رئيس “الفاف”وتحتفظ الذاكرة الكروية بأن روراوة هو الذي عرض مشروع قانون على الجمعية العامة لـ”الكاف” يحمل في طياته معاني الإقصاء، لغلق الطريق أمام الإيفواري جاك برنار أنوما نحو رئاسة الهيئة الكروية القارية حين كان روراوة “حليفا” للكاميروني عيسى حياتو. ونص قانون روراوة وقتها على عدم أحقية أي شخصية في الترشح لمنافسة حياتو لم يكسب عضوية حالية أو سابقة في المكتب التنفيذي لـ«الكاف” كمنتخب، ما أثار انتقادات عدة أطراف.ولم ينس الرأي العام العالمي بأن حالة وفاة لاعب فوق أرضية الميدان بسبب تلقيه مقذوفات سُجلت في ملعب جزائري، حيث تجري البطولة الجزائرية التي “أسقطها” رئيس الاتحادية من كل حسابات التطوير. وهو الرئيس أيضا الذي سنّ قانون، وُصف بالعنصري، بمنع انتداب اللأّعبين الأجانب للبطولة الجزائرية. وهو نفسه، رئيس الاتحادية، الذي سنّ قوانين ترمي في باطنها إلى إقصاء أي مترشّح محتمل يمكن أن يشكّل خطرا عليه، من خلال “فرض” معايير “غريبة” في الترشح لرئاسة أية هيئة كروية، تتمثّل في ضرورة نيل “تزكية” الاتحادية من باب قائمة خبراء “الفاف”.وأثقل التمييز كاهل رئيس “الفاف”، وجعله آخر شخصية يُمكن لها التواجد ضمن قائمة الشرف التي أعدّتها “الفيفا”.. فهيئته تعاملت بمكيالين بين النوادي الجزائرية، بشأن حقوق إقرار تسريح اللاّعبين الذين لم يتلقوا رواتبهم الشهرية.. فأقصت سريع غليزان هذا الموسم وتساهلت مع أمل الأربعاء في الموسم الماضي. وهي الاتحادية أيضا التي “فضحت” الحكم الدولي فاروق حواسنية ونشرت عقوبته على موقعها الرسمي لإرضاء رئيس شبيبة القبائل، بينما أحجمت عن القيام بنفس الشيء حين تعلّق الأمر بحكّام آخرين تعرّضوا لنفس عقوبة الحكم حواسنية.تفطّن أنفانتينو لحقيقة روراوة، مؤشّر واضح على أن “الفيفا” لا تمدّ يدها لمن لا يتبنّى سياسة تخالف بنود الميثاق الأولمبي والقانون الأساسي للاتحادية الدولية لكرة القدم. وهو وضع يؤكّد بأن رئيس “الفاف” نجح في تسويق الوهم للرأي العام الجزائري والإفريقي، قبل أن يفضحه رئيس “الفيفا” ويكشف بأن روراوة ليس بالرجل القوي. وهو واقع سيضعف رئيس “الفاف” أكثر مما هو عليه الآن على مستوى القارة السمراء. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات