"المنظومة الجبائية الجائرة تنفر المستثمرين"

+ -

 استبعد الخبير ودكتور الاقتصاد، فارس مسدور، تحقيق أي نتائج حتى في حالة تمديد آجال الامتثال الضريبي لسنة إضافية، لأن نفس العوامل ستؤدي إلى نفس النتائج، مشيرا إلى أنه في ظل الرؤية السائدة بأن المنظومة الجبائية جائرة، فإنه من الصعوبة بمكان إقناع المواطنين بأن يودعوا أموالهم أو يستثمروها.أوضح مسدور لـ”الخبر” بخصوص إجراءات التحضير لتمديد آجال الامتثال الضريبي لسنة إضافية “العملية لم يكن لها آثار كبيرة، خاصة بعد فرضهم لنسبة 7 في المائة جزافية لكل مبلغ 1 مليون دينار، فما فوق لمن يقوم يإداع أمواله لدى البنك، حيث يتم اقتطاع هذه النسبة، مباشرة إذا لم يبرر، المودع مصدرها”، مضيفا “لكن أقول إن هذا الإجراء لن يجدي نفعا خاصة وأن منظومتنا المصرفية لا تزال منظومة تقليدية لم تستجب لاحتياجات الشعب الجزائري العقائدية، خاصة بالنسبة للتمويل الإسلامي، وبالتالي لا يمكن أن تكون نسبة 7 في المائة أداة فعالة لاجتذاب الأموال المودعة في المنازل والمكتنزة فيها”. في نفس السياق، أشار مسدور إلى “أن الجانب الثاني إذا أردنا فعلا أن نحفز الناس على أن يدفعوا ضرائبهم المتخلفة فلا بد من اعتماد العفو الجبائي، فمثلا يمكن اعتماد تحفيز بنسبة 50 في المائة لأي إنسان يدفع ضرائبه خلال سنة، أو يكون هنالك سلم تصاعدي حسب المدة الزمنية التي يدفع فيها الإنسان إذا دفع في أقل من سنة لديه تخفيض 50 في المائة، إذا دفع أقل يكون لديه مدة ستة أشهر”، ليستطرد “لكن تكون النتيجة عكسية أمام الامتثال الضريبي الذي يظهر وكأنه تهديد مفاده إذا لم تدفعوا ضرائبكم فإنكم سترون الويل، فاعلم حينها أن الشعب الجزائري لا يخشى مثل هذا الوعيد، بل سيتصرف عكس التوجه، وحتى إذا اعتمدوا عقوبات مالية أو غرامات، فالمنظومة الجبائية هي أصلا منظومة ترى على أنها جائرة منفرة للاستثمارات في الجزائر”. واعتبر الخبير في الاقتصاد “لدينا مثلا في الجزائر ثلاثة معدلات للضريبة على أرباح الشركات هي 13 و23 و26 في المائة، فماذا تنتظر من اقتصاد يفرض عليه معدلات بمثل هذه المستويات، ففي الدول التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي تدفع حاليا نسبة 5 في المائة من الضرائب وتستثمر الشركات في البلد، المهم لا تتهرب، وإذا اكتشفوا أي تهرب، فإنك ستعاقب، أما إذا التزمت فلديك 5 في المائة والاقتصاد يمشي بصورة عادية”.ليضيف في نفس الصدد “اعتقد أنه من الضروري تغيير المنظومة الجبائية والضريبية من جذورها في بلادنا وأن نعتمد الضريبة الفذة على كل المستويات، لأننا نحتاج أن نستثمر في بلادنا فلا يعقل أن يأتي مستثمر أجنبي في ظل تعدد ضريبي منفر، بل إن المستثمر المحلي ينفر من مثل هذه المستويات والتدابير.وأعاد مسدور التأكيد على أن تمديد مدة الامتثال الضريبي لسنة أخرى لن يأتي بنتيجة، بل سيعيد تكرار نفس الأخطاء “لقد تم فرض 7 في المائة والناس لا تثق في الأجهزة الحكومية، فإذا أرادوا جذب الأموال عليهم باتخاذ تدابير فعالة، مثلا سحب الأوراق النقدية من فئة 1000 و2000 دينار عندها سيرجع الناس، واعتماد إعفاء جبائي محفز، مع مسح جزء من الأموال وجذب جزء آخر، وتبني فكرة الجنة الضريبية، لأن الجزائر بحاجة لاستثمارات في كل القطاعات، فضلا عن تطوير المناطق الحرة، فقد كثر الكلام عن منطقة بلارة دون أن نرى شيئا، وفي المحصلة لن يأتي أحد للاستثمار في الجزائر مادامت منظومتنا حتى مع المحليين ترى بأنها جائرة ظالمة وكأنها تبتز الناس”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات