47 عاما تمر.. والحريق مازال مشتعلا بالمسجد الأقصى

+ -

حذرت شخصيات وقوى ومؤسسات فلسطينية، أمس، من أن المسجد الأقصى يمرّ بمرحلة مفصلية يواجه خلالها مخاطر إسرائيلية متصاعدة ومركّبة، عنوانها الرئيسي فرض أمر واقع جديد على المسجد ومحيطه الفلسطيني، تمهيداً لتنفيذ مخطط تقسيم الأقصى ومن ثم هدمه لبناء “الهيكل” المزعوم على أنقاضه.

 قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات: “هناك مخطط تهويدي كبير يحمل عنوان “وجه القدس المدينة الحديثة”، يستهدف المدخل الرئيس لمدينة القدس من جهتها الغربية. واعتبرت الهيئة في تصريح صحفي وصل “الخبر”، المخطط بأنه استمرار للهدف الإسرائيلي الأكبر بتهويد القدس بكل ما فيها، وطمس معالمها العربية الإسلامية المسيحية، وتشويه تاريخها العريق، وصبغ المدينة بمعالم يهودية بحتة لا تمت للقدس وعروبتها بصلة.ومن ناحيته، قال الشيخ ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى لـ«الخبر”: “هناك تحول خطير في ثلاثة محاور أولها المحور السيادي والإداري، إذ أن الاحتلال يحاول أن يدير المسجد الأقصى ويفرض سيادة مطلقة هناك مع أن الصراع على إدارته استمر لأكثر من 46 عاما”.وفي المحور الأمني يضيف “نجد أن السلطة الإسرائيلية ضاعفت من الإجراءات من خلال الحواجز وتشكيل الوحدات الخاصة وتجمعات الجنود على أبواب المسجد ووضع كاميرات وسياج في محيط المسجد والتدخل المباشر من خلال اعتقال المصلين داخله رغم منع ذلك دوليا”.وتابع بكيرات “المحور الثالث هو الانتهاكات وهو الأخطر، حيث إن الاقتحامات أصبحت يومية ورسمية وفي كل وقت وكل زمان وتحريض متصاعد، ووجد أن هناك تحول خطير تُوّج في تشكيل الدولة العبرية جمعية لإقامة “كنيس” داخل المسجد وإيجاد مجسم من أجل إقامته أمام المصلى المرواني”.الصهاينة يضعون مخططا جديدا لطمس المزيد من معالم القدسومرت 47 عاما على الحريق المتعمد للمسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس يوم الحادي والعشرين من شهر أوت عام 1969، إلا أن الحريق لم ينطفئ بعد، ليظهر مبلغ الحقد الصهيوني على الإسلام والمسلمين، وحلقة شديدة الخطورة في التآمر الصهيوني على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. حبك الصهاينة الخطة حبكا أرادوه محكما لتقويض المسجد، فقبل أربعة أشهر من ذلك اليوم المشؤوم، وصل إلى فلسطين المحتلة الإرهابي اليهودي الصهيوني الاسترالي مايكل روهن، بهدف محدد ومتفق عليه مع رؤوس الإرهاب في الكيان الصهيوني وهو إحراق المسجد الأقصى.واشتعل اللهيب في المسجد، حينها تقاطر أبناء القدس وهم يحملون الجرار، وكل ما يمكن أن يصلح وعاء لنقل المياه واشتبكوا مع شرطة الاحتلال بعد أن أمنت هرب الفاعلين، وقطعت المياه عن الحرم الشريف، وضربت حصارا على المنطقة وأرادت منع أبناء القدس من إنقاذ مسجدهم. كانت تلك ساعات مريرة وصعبة رعت عناية الله المسجد، وتمكن المقدسيون من إطفاء النيران التي التهمت المنبر الموجود في المسجد منذ تحرير القدس من الفرنجة.وقالت رئيسة وزراء الاحتلال، غولدا مائير، ليلة الحرق: “لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجا من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة”.وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية من أصل 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضررًا كبيرًا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وأدت إلى سقوط سقفه وعمودين رئيسيين مع القوس الحامل للقبة. وتضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكًا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية. واليوم وبعد مرور سبعة وأربعين عاما وضع الصهاينة مخططا جديدا من المخططات الاستيطانية التهويدية، يهدف إلى طمس المزيد من معالم القدس العربية. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات