سيادة الرئيس، نحن موظفي التربية المتقاعدين نتوجه لكم شخصيا بهذا النداء لإنقاذنا من الفقر المدقع الذي نعيشه. فمِنح المعاشات لا تكاد تسد الرمق، فهي جامدة لا تتغير ولا تتبدل منذ إحالتنا على التقاعد. وأما الزيادة السنوية فهي إهانة لنا واستخفاف بوجودنا، حيث لا يزيد مبلغها عن ثمن نصف دجاجة وليس دجاجة. لقد احتج العاملون واعتصموا وأضربوا عن العمل فافتكوا رواتب جد معتبرة زيادة على العلاوات والمنح والمخلفات. أما الشيوخ الذين بنوا مؤسسات الدولة الجزائرية الحديثة من العدم، حيث لم تكن وسائل العمل متوفرة.. فعمِلنا في القرى والجبال والوهاد ونشرنا التعليم في كامل ربوع الوطن وتكبدنا المشاق، ولكننا لا نريد أن نمنّ على وطننا بهذه التضحيات التي لا تكاد تذكر أمام تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء الوطن، وإنما نريد العدل والإنصاف في توزيع الثروة.. فهل يعقل أن يتقاضى الأستاذ العامل أجرة تساوي منحة ثلاثة متقاعدين؟ أليس من العدل والإنصاف أن تكون منحة المتقاعد هي دائما 80% من راتب العامل ترتفع بهذه النسبة كلما ارتفعت الرواتب؟ لقد صرنا نسيا منسيا. بل وأصبحنا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. لا أحد يفكر في شأننا. فالأحزاب تتنافس على نهب خزينة الدولة بالتفويضات والاجتماعات والمهرجانات.. والنقابات تتصارع من أجل الاستحواذ على أموال الخدمات الاجتماعية. ومنظمات حقوق الإنسان تناضل لإسقاط حق القصاص عن القتلة والمجرمين.. وجمعيات حماية البيئة تخشى أن يزعج الطريق السيار الطيور المهاجرة إلى بحيرة القالة. والبرلمان نوابه غائبون باستمرار عن الجلسات لأن أموالهم وأهليهم شغلتهم عن تمثيل الشعب الذي انتخبهم، رغم أن الدولة خصصت لكل نائب راتبا يفوق رواتب عشرين أستاذا متقاعدا.. فمن يدافع عنا إذا؟سيادة الرئيس: لقد جبلنا على الإخلاص والوفاء ونحن لا نطلب صدقة ولا إحسانا، بل منحة تكفل لنا حياة كريمة بعد أن أفنينا أعمارنا في خدمة البلاد والتي سنبقى على الدوام حماة لها ولسان حالنا يردد:بلادي وإن جارت عليّ عزيزةوأهلي وإن ضنوا علي كرامجمعية متقاعدي عمال التربية بقصر البخاري النواب والوزراء والسفراء والمسؤولون السامون في الدولة والمعيّنون بمراسيم رئاسية يمارسون باسم الدولة الجزائرية الميز العنصري سواء على مستوى الأجور في قطاع الوظيف العمومي أو على مستوى صندوق التقاعد الخاص بالإطارات ورجال الدولة. الحق يؤخذ ولا يعطى يا “الميتين قاعدين”.. ومادمتم تطالبون الرئيس بأن يمنّ عليكم فلن تحصلوا على شيء. فالجزائر اليوم أصبحت مع من يضغط يأخذ، فابحثوا عن وسيلة تضغطون بها وإلا حلّوا جمعيتكم أفضل[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات