أرجع المؤرخ والإعلامي منتصر أوبترون سبب الخلاف حول قرارات الصومام اليوم، إلى خوض أناس لا علاقة لهم بالتاريخ في مسائل لا يفقهون فيها شيئا، مما أحدث “صراعا بيزنطيا حول مسائل تاريخية تستدعي الدراسة والبحث المعمق”، فمؤتمر الصومام يضيف أوبترون فيه أشياء جميلة وأخرى سيئة، كما أن فيه حقائق خدمت الثورة وفيه أكاذيب. استغرب أوبترون اليوم وجود مذكرات كتبت منذ مدة طويلة ومنها مذكرة الدكتور دحو جربال كتبت منذ 25 سنة وفيها حقائق مثيرة عن مؤتمر الصومام كتبها بن طوبال قبل وفاته ولم تنشر إلى يومنا؟وصف أوبترون “مؤتمر الصومام” بـ”اجتماع الصومام” نظرا لعدم توفر مواصفات المؤتمر فيه، حيث غاب عنه بعض القادة، ووقوع خلافات خاصة الوفد الخارجي، حيث انتقد كل من بن بلة وبوضياف المؤتمر، كما أن حجة عدم قدرة الدخول كانت واهية حسب أوبترون، لأن العربي بن مهيدي استطاع الدخول، كما أن جناح الأوراس يقول أوبترون رفض المؤتمر وكذا المركزيين، مما أدى لوقوع صراعات وتصفيات. يرى أوبترون اليوم أن المؤرخين والباحثين مطالبين بدراسة نقدية، دون إساءة ولا قداسة، لأن قادة الصومام أناس يصيبون ويخطئون، ولا داعي لإسقاط الأحداث وإدخال التوجه الإيديولوجي، فمؤتمر الصومام يضيف أوبترون هناك نقاط أصاب فيها وأخرى أخطأ مثل أي عمل، بدليل أنه في 1957 تم تغيير بعض الأعضاء وإلغاء بعض قراراته مثل أولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج، لكنه أصاب في نقاط عدة، ولكن للأسف قراراته تم اغتصابها ولم يتم العمل بها. كما اعتبر أوبترون هجومات أوت 1955 بالحدث الأكثر أهمية من مؤتمر الصومام، كونه يمثل الانطلاق الفعلي للثورة، لكن هذا لا يعني التقليل من شأن الصومام، يرى أوبترون أن مهمة الباحثين حاليا ليس الحكم على الأحداث، فهم ليسوا قضاة فالمطلوب منهم هو إبراز أسباب الخلاف وتفسير الأوضاع ودراستها بطريقة نقدية بناءة تخرج بنتيجة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات