الاستفادة من التقاعد المسبق مرتبط بتقارير "كناص" و"طب العمل"

+ -

أكد عضو الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عمار طاكجوت، أن النتائج الأولية التي توصلت إليها اللجنة المنصبة حول تحديد المهن الشاقة للاستفادة من التقاعد النسبي، كشفت عن ضرورة توسيع الاستشارة ودخول أطراف أخرى لتحديد هذه المهن، ويتعلق الأمر، حسبه، بطب العمل وتقارير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية “كناص”، وكذا رأي مديريات الموارد البشرية لمختلف المؤسسات. أوضح المتحدث في تصريح لـ “الخبر”، أنه بعد عقد الثلاثية الأخيرة وإعلانها عن إلغاء التقاعد النسبي، أعلنت الحكومة تنصيب لجنة مهمتها العمل على تحديد المهن الشاقة، والمركزية النقابية، حسبه، أخذت المبادرة بتنصيب لجنة على مستواها انطلقت بتوجيه دعوة لـ31 اتحادية تشمل كل القطاعات، لتقديم تقارير شاملة عنها وعن مدى الأهمية التي يكتسيها كل نشاط، وإمكانية إدراجها ضمن المهن الشاقة أم لا، على أن تودع التقارير بداية شهر سبتمبر من أجل مناقشتها، لتستند عليها المركزية في لقائها المرتقب مع الحكومة وأرباب العمل في الدخول الاجتماعي الذي سيكون شهر سبتمبر، حسبه، على أقصى تقدير.وعن النتائج الأولية لهذه التقارير وقائمة المهن التي صنفت على أنها شاقة، قال طاكجوت “كل الاتحاديات تؤكد أن مهنتها شاقة”، وهنا أشار المسؤول ذاته إلى صعوبة المهمة، فلكل مهنة خصوصية تجعل الذين يمارسونها يعددون تأثيراتها على صحة العامل بمرور الزمن، فالمهن الصناعية تختلف، حسبه، لأن الحديد والصلب ليس مثل النسيج والجلود، وهذه الأخيرة ليست مثل الصناعة الغذائية، والأمر نفسه بالنسبة للعمل في المناجم، وبالنسبة لعمال الموانئ والتربية والصحة والأشغال العمومية والبناء، كما أن العمل بالمناطق الصحراوية يكتسي هو الآخر خصوصية بالنظر إلى طابع المناخ.. وهكذا.وتؤكد المعطيات الأولية، حسب المصدر نفسه، أن تحديد قائمة المهن الشاقة دون أخرى لا يكفي فيه تقارير النقابات، بل يحتاج إلى تدخل أطراف أخرى، وهو ما على الحكومة القيام به، والمهمة تحتاج إلى وقت طويل ولا يُفصل فيها خلال فترة قصيرة، بل تحتاج إلى عمل دقيق يدخل في إنجازه خبراء في كل المجالات، بدء من طب العمل الذي يمكنه منح تقارير شاملة عن المهن المتعبة والأخطار المهنية التي تنجم عن العمل وتفاوت درجتها، وتأثير ممارستها بمرور الوقت على جسم الإنسان، أو حتى بأعضاء معينة، ما يحول دون إمكانية استمراره في ممارستها.كما أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي “كناص”، يضيف طاكجوت، يمكنه أن يلعب دورا مهما في تحديد المهن الشاقة، لأنه يملك المعطيات الضرورية لتحديد صعوبة المهن على أصحابها من خلال العطل المرضية، وقائمة الأدوية ونسبة العجز، ومدة الأمراض والأخطار التي تصيب العامل بأي مهنة بعد التحاقه بها. كما أن أرباب العمل بإمكانهم المشاركة بقوة في هذه المهمة، من خلال تكليف مديريات الموارد البشرية بعرض تجربتها عن المهنة والعامل بها، وتقديم أبسط الملاحظات التي تسجلها طيلة مسيرة العامل بها.وحسبه، فإن بعض الأطراف لا يمكن تجاهلها لتحديد “المهن الشاقة”، وهذا حتى لا يلحق الظلم بفئة معينة من العمال وضمان العدل والمساواة بين كل العمال، مع إمكانية تحديد درجة مشقة كل مهنة وبناء عليها يمنح التقاعد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات