+ -

 نحن الآن نعيش أجواء 1965 بكل تفاصيلها، انفراد شبه كلي للرئيس بن بلة بالحكم، مع فوضى عارمة في الحياة العامة وتدهور في مستوي الأداء الحكومي بسبب ظاهرة الجهوية والزبائنية في تعيين المسؤولين، والعقيد بومدين يقود وزارة الدفاع وينوب بن بلة في الرئاسة، والبلاد تمزقها الثورات المسلحة من خلال بقايا حرب الولايات وجيش الحدود! نفس الصورة القاتمة موجودة اليوم، قائد صالح هو نائب للرئيس عمليا من خلال نيابته لوزير الدفاع.. هذا المنصب الذي ظل طوال تاريخ الجزائر أهم من منصب الرئيس نفسه، الآن من يتولى منصب وزير الدفاع يتجه مباشرة إلى الرئاسة. حدث هذا مع بومدين وبن بلة، وحدث هذا مع نزار والشاذلي، وحدث هذا مع زروال وكافي، وقد يحدث مع ڤايد وبوتفليقة. الفرق الوحيد بين حالة السلطة في 1965 وحالتها اليوم هو أن بن بلة كانت له شعبية طاغية في أوساط الشعب، ولكن الفنان الثائر أحمد صابر رحمه الله كان يغني في وهران منذ حكم بن بلة “بوه.. بوه.. والخدمة ولات وجوه”! من منا لا يقرا اليوم بأن الخدمة والمسؤولية اليوم في الجزائر ليست بالوجوه.ǃ حتى “الصداقة” التي منحها الشعب الأمريكي للشعب الجزائري كانت توزع بالوجوهǃأحداث 19 جوان 1965 فتحت الجزائر على مرحلة انتقالية دامت 11 سنة كاملة، فهل الجزائر الآن جاهزة لمرحلة انتقالية أخرى قد تستمر عشرية أخرى، زرڤة هذه المرة وليست حمرة أو سوداء كما كان من قبل.الرئيس بوتفليقة أنجز عملا عظيما للجزائر هو أنه بعد 16 سنة من الحكم أهل البلاد لحالة أصبحت فيها عملية إجراء الانتخابات الصورية المزورة غير ممكنة، فما بالك بالانتخابات الحقيقية.ǃ والبلاد في حالة أسوأ من الحالة التي استلم فيها الحكم قبل 16 سنة على مستوى المؤسسات الدستورية للدولة.؟ǃ هل هناك في الجزائر من يقبل بأن يقود البلاد 90 يوما بن صالح أو ولد خليفة أو مدلسي؟ǃ ولا أتحدث عن غياب من يكون الشاذلي أو بوضياف أو حتى بومدين أو بوتفليقة.؟ǃشيء مبك فعلا.. تونس الشقيقة بجانبنا أرست برلمانا في ظرف سنوات باستطاعته أن يسحب الثقة من الحكومة التونسية، وهي حالة لم تحدث في تاريخ العرب إلا في الكويت وتونس.. وربما بدرجة أقل في لبنان. أما عندنا فالحكومة هي التي تسحب الثقة من البرلمان ومن الشعب نفسه.ǃ ولذلك نجد بعض المعتوهين من النواب والوزراء والسياسيين يقولون: نحن لنا الثقة في الشعب الجزائري”ǃالحالة التي أوصل إليها بوتفليقة البلاد أصبحت لا تسمح بإجراء انتخاب ولا أي عملية أخرى، ولهذا يسجل لبوتفليقة أنه شيد نظاما لا يشبه لأي نظام في الكون[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات