أوكار الدعارة والمخامر دون ترخيص تغزو الأحياء المنعزلة

+ -

تؤرق ظاهرة السكر العلني في عدة أحياء بالجزائر، المواطنين والعائلات ممن يقطنون في أحياء منعزلة أو على مقربة من المخامر التي تنشط بشكل غير قانوني أو المحلات التي تبيع المشروبات الكحولية بشكل سري، وهو ما يفرز في الغالب شجارات عنيفة ودامية، تكون مصدر إزعاج للمواطنين، وإن حاولوا وضع حد لها، فالضرب أو الموت سيكون مصيرهم.

يجد سكان الأحياء المجاورة لأماكن تعاطي الكحول والمخدرات، أنفسهم يوميا أمام “حلبة مبارزة” بين شباب كانوا أصدقاء في مجالس الخمر، قبل أن يتحولوا في ظرف ثوان إلى أعداء متناحرين يبحث كل طرف على إيذاء الآخر والتنكيل به، على مرآى ومسمع السكان، وهذه الظواهر غالبا ما تكون موضوع شكاوى المواطنين لدى مراكز الأمن ومكاتب وكلاء الجمهورية.ويعكس تسجيل مصالح الدرك، في شهر جويلية فقط لـ173 قضية “سكر عمومي علني”، أفرزت تعد على الممتلكات والأشخاص، أن هؤلاء الأشخاص يشكّلون مصدر إزعاج للمواطنين، وانحرفوا على كون شرب الخمور مسألة شخصية ذات علاقة بالحريات الفردية، وإنما صاروا يتطاولون على حريات الآخرين في الفضاء العام.وأوقفت المصالح ذاتها في سياق هذه القضايا 166 شخص، أغلبهم تورطوا في اعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، وعبثوا بسلامة المواطنين على مستوى الطرقات الرئيسية وعبر الشريط الساحلي، حيث يتوافد المصطافون، تحديدا عين عشير ورفاس زهوان والمناطق القريبة من المخامر وكذا المنحدرات الصخرية على طول الطريق المؤدية إلى رأس الحراسة، وكذلك الطرق الغابية التي تؤدي إلى بلدية سرايدي أعالي الولاية التي يصفها الكثير بأنها باتت مرتعا للسكارى، وينعتونها بالسبب الرئيسي لوأد السياحة بالمدينة، ودليلهم في ذلك نقص فادح في عدد الزوار خلال هذه الصائفة.وفي ولاية المسيلة، صارت ظاهرة السكر العلني موضوع تجاذب وخلاف وجدل بين سكان الولاية، بعد انتشار بيان على مواقع التواصل الاجتماعي دعت فيه تنسيقية جمعيات أحياء مدينة المسيلة، والي الولاية إلى التدخل من أجل توسيع نطاق بيع الخمور بخلق نقاط جديدة، ووضع النشاط تحت الرقابة وخفض الأسعار، بحكم أن ثلثي سكان الولاية يتعاطون هذه المادة، وهو ما فجّر نقاشا حادا وحرّك جمعيات أخرى للتبرؤ مما يتم ترويجه وترى فيه ضربا لقيم وتقاليد المدينة، في وقت تندفع وتناضل فعاليات المجتمع لغلق نقاط بيع هذه المادة كونها وراء انتعاش واستشراء الجرائم التي يسدد ثمنها المواطن كلما نشبت مشاحنات بين الشباب المخمور المتناحر.مجتمع موازيواستفحلت في الجنوب الجزائري كذلك، أوكار الدعارة بشكل لافت مؤخرا، أين يتجمّع الكثير من الشباب ممن أنهكتهم البطالة والآفات الاجتماعية ليلجأون إلى مختلف أنواع المسكّرات والمهدئات، متوهّمين بأنها حلا لنسيان آلامهم في حين هي بوابة إلى جحيم ثان.. جرائم وسجون وضياع، وهو ما أخرج المواطنين في الحي الغربي المعروف ببني واسكت في أدرار لمراسلة الوالي لاستدراك الوضع. فتيات في مقتبل العمر يتّخذن من تلك البيوت أوكارا تستقطب غرباء منحرفين عن تلك الأحياء، بينهم رعايا يحملون جنسيات أجنبية، يقضون لياليهم على وقع الموسيقى الصاخبة والقهقهات المدوّية، وإن اقترب منهم الجيران يشكون الانزعاج أهانوهم بحجة أنهم أحرار في عيشتهم. ويرى سكان عدة ولايات جنوبية، متحدثين لـ“الخبر”، أن الحملات التي تباشرها الأجهزة الأمنية غير كافية ووجب مضاعفة الجهود، لحماية المنطقة التي كانت بالأمس القريب تعرف بتقاليد عريقة وأخلاق راقية وثقافة عالية، لكنها اليوم باتت تشهد حملة تدمير للقيم الإنسانية، وتعج بفتيات الهوى والمنحرفين، كما لو أنه برنامج لتمزيق نسيجها الاجتماعي.وتعتبر الولايات المذكورة عيّنة عن عدة مناطق بالجزائر، صارت مرتعا ومثارا للإزعاج خاصة في الأحياء المنعزلة البعيدة عن مراكز الأجهزة الأمنية، إذ بات مطلوب من الأخيرة فرض رقابة على هذه الظاهرة ومحاصرتها تفاديا لانهيار القيم المجتمعية داخل البلاد. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات