يكتشف الزائر إلى ضريح الولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف تمثالا للسيدة العذراء مريم، عليها السلام، يتربع على أعلى نقطة تطل على مدينة سيدي لخضر، تمثال متوسط الحجم يوجد في حالة جيدة ولم تطل أيادي التخريب سوى شاهد من البرونز تلف عن آخره وآخر من الرخام حطم جزء نقشت عليه عبارة من الإنجيل، كما تعرّض جزء من الصليب إلى الكسر.
يعود التمثال للسيدة مريم العذراء وشيّد سنة 1957 عندما اشتد لهيب ثورة التحرير الكبرى، بمنطقة الظهرة التي تعد معقل المقاومة السياسية والمسلحة بولاية مستغانم، الهدف منه تبشيري، وهو نشر الديانة المسيحية بالدرجة الأولى بالمنطقة وكمزار يحج إليه المعمرون للتأثير على تمسك الجزائريين بالولي الصالح ومداح الرسول ‘ص’ والمجاهد ضد حملات الأسبان سيدي لخضر بن خلوف، إذ لا يبعد تمثال مريم العذراء عن ضريح الولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف سوى 2 كلم.. كما يقع في موقع استراتجي، كل من يسلك الطريق المؤدي إلى الضريح في الذهاب يصادفه تمثال مريم العذراء، وأثناء العودة كذلك.والغريب في الأمر أن هذا التمثال يعد معلما تاريخيا، وبعد مرور 59 سنة على إنجازه لا يزال منتصبا ولا أحد انتبه له ولا أحد يعرفه أو حاول معرفة تواجده، في مكان تحوّل مع الزمن إلى دوار تقيم به بعض العائلات، يتوسطها التمثال الذي يعد شاهدا على حقبة من تاريخ الجزائر خلا الاستعمار. وقد اتصلنا أثناء تواجدنا بمعين المكان وبمدينة سيدي لخضر بعشرات المواطنين إن كانوا يعرفون وجود تمثال لمريم العذراء بجوار ضريح سيدي لخضر بن خلوف، فكان ردهم وبالإجماع “لا علم لهم بذلك”، بل منهم من تعجبوا من السؤال.وفي اتصال مع المدير الولائي للثقافة، قال إن إجراءات قد اتخذت فيما يخص هذا المعلم التاريخي لإنقاذه من الضياع، مؤكدا لـ “الخبر” أنه أنجز في إطار حملة التبشير والتنصير. وللحد من تأثير الولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف، والسؤال نفسه وجهناه إلى محافظ المهرجان الوطني للشعر الملحون المهدى لسيدي لخضر بن خلوف، الأستاذ بن دعماش عبد القادر، الذي أكد عدم معرفته لذلك ووعد بتنظيم زيارة للمعلم ذاته، معتبرا ذلك بالحدث الهام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات