عناصر "داعش" فروا من سرت نحو الجزائر والنيجر

38serv

+ -

 نقلت جريدة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين محليين على علاقة بالعملية العسكرية في سيرت الليبية، أن مقاتلي تنظيم “داعش” فروا من مدينة سرت نحو الجنوب، وأنهم اتجهوا عبر الحدود الليبية نحو الجزائر والنيجر. ويكون ذلك وراء اقتصار الحديث عن تحرير مدينة سرت دون الإعلان عن أي حصيلة عن القتلى، خصوصا في صفوف تنظيم “داعش”.وحسب نفس الصحيفة، فإن الدول الواقعة على الحدود مع ليبيا أعلنت حالة التأهب القصوى، لمنع تسلل المقاتلين الأجانب الذين قالت إنهم يسعون إلى العودة لبلادهم في مناطق أخرى من إفريقيا”، في إشارة إلى أن المساحات الشاسعة من الصحراء خصوصا في منطقة الساحل، ستكون ربما توفر ملاذا وحتى معاقل لتلك العناصر الإرهابية، بحيث تشير المعطيات أن الجنسيات التونسية ضمن عناصر “داعش” في ليبيا تعد الأكبر مقارنة ببقية دول الجوار الأخرى على غرار الجزائر ومصر، من مجموع يتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف مقاتل حسب وزير الخارجية الليبي السابق.وذكرت الصحيفة على لسان أحد المسؤولين الغربيين، وهو مراقب للعمليات العسكرية في سرت: “إن المناطق الحدودية شاسعة وتتطلب درجة من الاحترافية لا تمتلكها هذه الدول لمراقبة حدودها”، فيما يقدر مسؤولون غربيون أن المئات من المقاتلين فروا من سرت خلال الأسابيع الماضية جنوبا، قبل أن يتم تطويق المدينة. وأضافوا أن نحو نصف مقاتلي “داعش” في سرت هم من العناصر الأجنبية، وغالبيتهم من التونسيين. من جهة أخرى، نقلت الجريدة عن مسؤول عسكري تونسي قوله: “إن القوات الجوية التونسية وضعت في حالة تأهب قصوى تحسبا لعودة هؤلاء المقاتلين إلى تونس”، موضحا أن الإجراءات شملت تزايد تحليق طائرات الاستطلاع بدعم من الجيش الأمريكي، وذلك بهدف مراقبة أي تحركات تقوم بها العناصر المتطرفة عبر الحدود مع ليبيا.وأشارت الجريدة إلى أن الدول المجاورة لليبيا اتخذت بعض الخطوات للحد من عودة المتطرفين إلى بلادهم، إذ بدأت تونس، أواخر العام، في بناء جدار حدودي، كما تبني الجزائر سياجا لمنع تدفق العناصر المتطرفة وتعزيز الأمن الحدودي، موضحة أن مقاتلي “داعش” الذين لا يسعون إلى الفرار عبر الحدود، ربما يستغلون تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا والتنافس القبلي لإيجاد ملاذ لهم في جنوب ليبيا.وفي انتظار تأكيد تلك المعلومات بشأن فرار عناصر “داعش “ من سرت باتجاه الجنوب، أبلغت ليبيا السلطات الإيطالية بوجود خلية إرهابية قرب ميلانو، وهي على صلة بأحد قادة تنظيم “داعش”. وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن عناصر أجهزة الاستخبارات الليبية في سرت عثرت على وثائق بعد استيلاء قوات “البنيان المرصوص” على مقرات التنظيم الأسبوع الجاري، تؤكد وجود هذه الشبكة. وحسب نفس المصدر، تتمركز الخلية قرب ميلانو شمالي إيطاليا، تأتمر بإمرة أبو نسيم، وهو تونسي في السابعة والأربعين من العمر، وعاش في تونس خلال شبابه، ثم قاتل في أفغانستان وسوريا قبل أن يصبح قائدا في تنظيم “داعش” في ليبيا في 2014. وتبدي الدول الأوربية تخوفا كبيرا من أن يجتاز مقاتلون من “داعش” عبر البحر المتوسط على متن سفن للمهاجرين، لشن هجمات في أوروبا، وهو ما جعل إيطاليا تطالب نظراءها الأوروبيين بعقد قمة عاجلة حول ليبيا، بالنظر لخطورة الوضع بها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات