لم تعد الكلمات وحدها والألحان والأداء تكفي لتحقيق الرواج العربي وحتى العالمي، فموضة الغناء في السنوات الأخيرة باتت بحاجة إلى آلة كبيرة للترويج والدعاية. وبالنسبة لعالم الموسيقى، فإن أول أبوابها هو الفيديو كليب الذي بات جزءا هاما في رواج الأغاني.لا يشذ الفنان الجزائري الشاب عن القاعدة، ونجد من الأصوات الجزائرية الشابة التي تدخل الساحة الفنية هذه الأيام بأغنية وفيديو كليب جديدين، المغني الجزائري أنيس بورحلة الذي قدم أول أغنية له بعنوان “أندلسية” وهي إعادة بطريقة خاصة لأغنية “أندلسية” من التراث الجزائري والتي أداها أولا سليم الهلالي وأعادها عدة فنانين منهم الشاب خالد الذي قدمها في ألبومه الأخير ألبوم “سي لافي”. وقد حرص أنيس بورحلة على الظهور بفيديو كليب نشره على قناته الخاصة في اليوتيوب، اقترح فيه نسخة جديدة للأغنية بنظرة حالية وعالمية، وفيديو كليب من فكرة أصلية للفنان نفسه وإخراج المغنية أمال زان التي تبدو أكثر الفنانين الشباب في الجزائر إيمانا بأهمية الفيديو كليب في الترويج للأغاني عن طريق الصورة والرقص والمشاهد الخلابة، كما شاهدنها في آخر أغنية تراثية لها بعنوان “ثلاثة” والتي قدمتها في فيديو جميل ومختلف صورت مشاهده في قصر الرايس حميدو “المسكون” في بولوغين.التنافس شديد والجزائر حاضرة دائماما يلحظ في أبرز الفيديو الكليبات الناجحة في سوق أغنية الشباب بالجزائر، هو الربط بين ثلاثة عناصر، الأداء الراقص والصور القادمة من الجزائر العميقة، والديكور الذي يتماشي مع حكاية، هي في الغالب قريبة جدا من الهوية الجزائرية وحكايات شوارع الجزائر، وهو ما نجده في فيديو كليب العديد من الفرق الغنائية الجديدة “بابليون” التي أنجزت فيديو كليب أغنية “الزينة” بمبلغ لم يتجاوز قدره 6 ملايين سنتيم، ولكنه تجاوز رقم الـ70 مليون مشاهد على الأنترنت. وكان العمل المشترك دائما هو المحلية وصور الطبيعة الجزائرية، شأنه في ذلك شأن أغنية “ماريا” لفرقة الداي، أغاني فرقة “جمعاوي أفريكا” التي كان يقودها المغني جميل غولي قبل أن يغادرها ويقدم فيديو كليب وأغنية “الدينار” منفردا وصورها في شوارع العاصمة.تبدو المنافسة قوية جدا بين الأصوات الشابة، خصوصا في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك والتويتر واليوتوب، وقد لجأ الشباب إلى عدة طرق للترويج وفرض أنفسهم في الساحة المزدحمة بالأصوات الجميلة، منها القنوات الخاصة على اليوتوب والاعتماد على صفحات المعجبين والرهان عليها للدفاع عنهم وعن آخر أعمال أصواتهم المفضلة.قد يكون من المقبول في عالم الموسيقى إعادة الأغاني التراثية وإحيائها بطريقة خاصة حديثة، ولكنه يرفض اقتباس أفكار الفيديو كليبات، لهذا يحرص كل فنان شاب على تقدير رؤية مختلفة وجديدة في الصور التي يقدمها وترافق صوته، وعلى هذا يستقطب سوق الفيديو كليب يوما بعد يوم المواهب الغنائية الشابة التي تمر بمستويات مختلفة عبر برامج اكتشاف المواهب الشهيرة، نجد في هذا الإطار أن معظمهم اختار تصوير فيديو كليب واحد على الأقل بعد انتهاء البرنامج.أحدث التجارب في هذا الشأن المغنية الشابة ابنة مدينة وهران فريدة رقيبة التي صورت أول فيديو كليب في مسارها الفني بعد مشاركتها في برنامج ألحان وشباب، وقرّرت فريدة توقيع بصمتها الغنائية بأغنية حملت عنوان “يا أنت يا مكانش”، صوّرتها فيديو كليب على شواطئ مدينة وهران وقفز إلى 80 ألف مشاهدة خلال أسبوعين من إطلاقه.“اليوتوب” هل هو البديل؟بشكل عام، لا مجال لتضيع الوقت وانتظار الفرصة أو المنتج العربي الكبير الذي يؤمن بمواهب الشباب، لهذا الكل في سباق أمام الزمن، يسافرون في اتجاه الفيديو كليب وعالم القنوات الخاصة المجانية عبر اليوتوب، والتي لها صدى كبير في الوصول إلى أكبر شريحة من الجماهير، وهو الطريق الذي اختاره صاحب لقب منشد الشارقة كمال رزوق وابن بلده محمد الخامس اللذان صورا مؤخرا فيديو كليب أغنية “رمضان”، وهو ليس الفيديو الكليب الأول في مساره الفني، حيث سبق أن قدم عام 2012 فيديو كليب أغنية “اللهم صل” و”دامت أعيادك”، وهي أعمال أنتجت بجهود بسيطة تأمل أن تجد لها مكانة كبيرة في سوق الأغنية الملتزمة التي تتواجد فيها عدة أسماء بارزة منها الفنان العالمي سامي يوسف.وتطل على الساحة الجزائرية أيضا المغنية ياسمين عماري بفيديو كليب “انت ماشي ميلياردير” الذي صور بإمكانيات بسيطة على كورنيش وهران، وهو الطريق الذي اختارته زميلتها الموهبة الشابة سهيلة لشهب بعد أن أطلقت عملها الغنائي الأول والمنفرد “مجنون” عبر قناتها على موقع “يوتوب”، وعادت لتطرح أغنية وفيديو كليب جديدا عن الجزائر بعنوان “بلد المليون شهيد” الذي تجاوز حدود المليون مشاهد، في تحد لغريمتها في الساحة الفنية كنزة مرسلي التي طرقت أبواب الثنائي مع الفنان اللبناني سامو زين وقدمت معه فيديو كليب بعنوان “قصة حب”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات