الأفالان يتوعد المجاهدين المطالبين بـ"رحيل"سعداني

+ -

 انتقلت قيادة جبهة التحرير الوطني، في ردها على المجاهدين الموقعين على رسالة “رحيل عمار سعداني” من الأفالان، إلى لغة التهديد والوعيد وعبارات التجريح. فقد نشر بالموقع الإلكتروني للحزب رسالة للقيادي أبوكر عسول، رئيس لجنة الإطارات، يقول فيها: “قيادته المنتخبة (يقصد الأفالان) خلال المؤتمر العاشر خط أحمر، لا ينبغي تجاوزه، وإن حاولتم (يخاطب المجاهدين) التمادي فإن الرد عليكم سيكون بالأسلوب والمستوى الذي تستعملونه”.ذهب القيادي في جبهة التحرير الوطني أبعد بكثير في رسالته التي لو لم يتلق إيعازا من أمينه العام، عمار سعداني، لما كان قد نشرت له على الموقع الإلكتروني للحزب الذي يسيره ديوانه. فقد اختار، فضلا عن أسلوب التهديد والوعيد، سياسة التجريح باتهام المجاهدين أصحاب الرسالة ضمنيا بـ”بيع جهادهم”، مشيرا: “عليكم بالرجوع إلى نصوص الحزب وقراراته، لتعزيز الدولة الوطنية، والحفاظ على مكاسب الثورة، أقول مكاسب الثورة وليس مكاسب فئة محظوظة، فضلت الثروة على الثورة، وعشعشت في دواليب السلطة من الاستقلال إلى عهد ليس ببعيد”.وفي فحوى الرسالة دائما: “إنهم يزعمون بأننا نحن المناضلات والمناضلين، سرقنا الأفالان منهم، وأننا مجرد عصابة من المرتزقة، تسللنا داخل صفوف الحزب العتيد للنهب والاسترزاق. لقد قرأنا بيانكم، وإننا نتقن جيدا لغة موليار وفكتور هيغو، وفهمنا مقصدكم، بل أكثر من ذلك، فهمنا منكم محاولة جرنا، بكلماتكم النابية وأسلوبكم القذر، إلى مستوى لا نقبله ولا نرضاه لأنفسنا”.وفيما يخص مطلب المجاهدين برحيل سعداني، ذكر القيادي في رسالته: “لقد تهجمتم على الأخ الأمين العام لحزبنا العتيد وعلى قيادته ومناضليه الشرفاء، وأؤكد على الشرفاء في محاولة يائسة بائسة لضرب استقرار الحزب، وبث الفتنة والتفرقة في صفوفه، بل وتجرأتم بالحديث عن الحزب وعن مناضليه وكأنه ملكيتكم الخاصة، بل حاولتم ممارسة الوصاية على المناضلين، بحجة أنكم رفعتم السلاح في وجه المستعمر إبان حرب التحرير”. واستمر القيادي الأفالان في التهجم الشديد على المجاهدين، قائلا: “أجل، حزب جبهة التحرير الوطني ملك لمناضلاته ومناضليه، وليس ملكا من الأملاك الشاغرة التي استولى البعض عليها بالدينار الرمزي، وللمناضلات والمناضلين دون سواهم الحق في اختيار قيادتهم ونهجها السياسي، وهذا ما حصل خلال المؤتمر العاشر، على مرأى ومسمع الأشهاد في الداخل والخارج”.واتهم القيادي صاحب الرسالة المجاهدين بـ”أنكم قمتم بالعملية المطلوبة منكم، همزا أو غمزا أو إيعازا، لاسيما وأن الآمر بها يعلم علم اليقين بأنها عملية فاشلة قبل تنفيذها، لأنه يعرف أن الطرف المستهدف صخرة صلبة صامدة”.ويبدو أن “الفتنة” داخل الحزب العتيد بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، من خلال الخروج اليومي لقيادات من الحزب تتهجم على المجاهدين الذين طالبوا برحيل سعداني، وذلك استباقا لعودة عمار سعداني من عطلته شهر سبتمبر، الذي سيعقد ندوة صحفية، حسب مصدر مطلع، يقدم فيها موقفه والحزب حول رسالة المجاهدين. فقد أوضح سعداني، في تصريح مقتضب للصحافة على هامش تشييع جنازة الوزير بوعلام بسايح، بأنه سيقول كل شيء بعد العودة من العطلة، تخص أيضا غيابه اللافت للانتباه منذ مطلع شهر جوان الماضي.وتأتي رسالة القيادي أبوبكر عسول، الذي كان أمينا عاما للمجلس الشعبي الوطني عندما كان سعداني رئيسا له، بعد أيام من نشر فيديو لنائب الأمين العام للحزب، أحمد بومهدي، على الموقع الإلكتروني للأفالان، يقول فيه إن “حزبنا سيبدأ في الأيام المقبلة عملية تقييم المنتخبين على ثلاثة مستويات، القسمة والمحافظة وثالثا تقييم على المستوى الوطني، يقوم به المكتب السياسي، حيث يسعى الأفالان، من خلال هذه العملية، للتحضير الجيد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة”. ويفهم من هذا الكلام أن التقييم الذي يتحدث عنه بومهدي بداية لإسقاط أسماء كثيرة من القوائم الانتخابية، أعلنت امتعاضها من القيادة الحالية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات