"داعشيو ليبيا قد يفرّون إلى الجزائر"

+ -

 أفاد المركز الأمريكي “سوفان غروب”، المتخصص في التحاليل الإستراتيجية، أن “الخناق المفروض على فرع التنظيم الإرهابي “داعش” في ليبيا، خصوصا بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، قد يدفع بعناصره إلى محاولة التسلل إلى دول الجوار، ومنها الجزائر، بحثا عن متنفس جديد على أراضيها، لاسيما مع تزايد الدعوات إلى القضاء على “داعش” في ليبيا”.توقع مركز “سوفان غروب” في ضمن تقريره المنشور على موقعه الإلكتروني، أن “تزداد الأمور في ليبيا تعقيدا، في ظل وجود محاولات من فرع “داعش” في ليبيا، خصوصا الجماعات المتحالفة مع شبكات التهريب، للتوسع نحو الجنوب وبالتحديد في المناطق الصحراوية النائية، لاسيما في الجزائر ومالي والنيجر وتشاد والسودان ومصر”.وأفاد التقرير بأن “علاقات تجارية فعالة قائمة بين الجماعات الإجرامية المسلحة وشبكات التهريب في جميع أنحاء مناطق الصحراء والساحل الأفريقي، وهذه الشبكات لها امتداد حتى إلى سوريا والعراق، حيث من المعروف أن بعض المهربين يقومون بتشجيع اللاجئين على السفر عبر ليبيا وليس من خلال تركيا”.وورد في التقرير أيضا بأن “المأساة الإنسانية الحادة في ليبيا، من خلال توسع شبكات تهريب البشر، تمثل تهديدا خطيرا على دول الجوار (منها الجزائر)، حيث يمثل تهريب البشر مصدر دخل مربح للشبكات الإجرامية، فقد بلغت طبقا لإحصاءات حديثة 3.8 ملايين دولار”.ويتماشى هذا التقرير مع تقرير قدمه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، منتصف الشهر الماضي، إلى مجلس الأمن، يحذر فيه من “تبعات الضغوط التي تمارس مؤخرا على تنظيم داعش في ليبيا، والتي قد تحمل عناصره بمن فيهم المقاتلون الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة”. وحسب التقرير، هناك 2000 إلى 5 آلاف مقاتل من تنظيم داعش ينحدرون من ليبيا وتونس والجزائر ومصر، وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة.كما أشار التقرير أيضا إلى أن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم، وفي نيتهم تنفيذ اعتداءات. مضيفا أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، النشط في مالي وكامل منطقة الساحل، ما زال يحصل على أسلحة وذخائر من ليبيا. فيما الجزائري مختار بلمختار، زعيم جماعة “المرابطون”، الناشطة في منطقة الساحل، ينتقل بسهولة إلى ليبيا. ما يعني أن الضربات الجوية الأمريكية التي تبقى نتائجها محدودة، ستجعل من الحدود الجزائرية الليبية ملتهبة، وستزيد من استنزاف قدرات الجيش الجزائري الذي يراقب حدودا مترامية الأطراف.ومع شن واشنطن ضربات أمريكية في ليبيا مؤخرا، استنفرت قيادات الدرك الوطني ومديرية أمن الجيش ومديرية المصالح الأمنية والشرطة قواتها طبقا لتقارير أمنية حذرت من أن الضربة الأمريكية ضد تنظيم داعش ستدفع الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة في كامل شمال إفريقيا، للرد عبر عمليات انتقامية ضد أهداف لدول غربية وحتى لدول المنطقة.وتتفاوت مستويات الاستنفار الأمني، بعد الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش بليبيا، من مكان لآخر في الجزائر. حيث بلغ الاستنفار أقصى مستوياته في الحدود مع ليبيا ومع تونس وفي العاصمة، وقرب الفنادق الكبرى وفي المطارات وفي حقول ومنشآت النفط والغاز، والمواقع الحيوية والسيادية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات