مفاوضات للوحدة بين القاعدة وبقايا جند الخلافة

38serv

+ -

بينما يتعرض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب لضربات أمنية موجعة، تجري عملية داخل التنظيم أسماها “المناصحة”، وهي من أجل استعادة من تبقى من منشقين التحقوا في السابق بتنظيم “داعش” وأسسوا جند الخلافة في الجزائر. عملية المناصحة شملت أيضا مجموعات الدعم والإسناد السرية التابعة لتنظيم داعش في الجزائر، عبر رسائل ترسل بالبريد الإلكتروني. كشفت العملية الأمنية التي نفذتها قوات من الجيش الوطني الشعبي في منطقة الرواكش بولاية المدية، قبل أسابيع، عن تطور جديد على جبهة مكافحة الإرهاب.. فقد أكد مصدر أمني موثوق، أن قوات الجيش عثرت على أدلة جديدة حول عملية “المناصحة”. الأدلة التي عثر عليها عناصر الجيش كانت وثائق تتعلق بالمناصحة الشرعية. وهي عملية كان يقوم بها شرعيو تنظيم القاعدة أو فقهاؤه. ولو أن المعلومات المتوفرة تشير أن الشخص الأعلى درجة في مجال الفقه والعلم الشرعي في تنظيم القاعدة حاصل على ليسانس شريعة من جامعة قسنطينة، ويرجح أنه قتل قبل سنوات، ويتعلق الأمر بالإرهابي مجبر عبد الرحيم “أبو منذر العنابي”. عملية المناصحة التي يقوم بها شرعيو القاعدة تتم في الوسط والشرق، وتقضي بتقديم أدلة شرعية دينية لعناصر تنظيم داعش، تؤكد أن وحدة المجاهدين تحظى بالأولوية، مقابل أدلة يقدمها عناصر داعش على صحة منهاج التنظيم، ثم تجرى المناقشات أحيانا بشكل مباشر وأحيانا بالبريد الإلكتروني.لكن المسألة الآن لا تتعلق بصحة المنهج، كما تشير المعلومات المتوفرة، وإنما القضية تتعلق ببقاء الجماعة المجاهدة أو فنائها في أرض الجزائر، بعد الضعف الكبير الذي آل إليه الداعشيون. هذا الكلام جاء في تغريدة على تويتر في صفحة ترجمان الأساورتي. وهي صفحة يغرد بها عناصر داعش كثيرا. وهي للإرهابي الجزائري في سوريا الذي يلقب نفسه باسم أبوعبد الله الجزائري، حيث قال “إن المشروع الجهادي في الجزائر يتعرض لمؤامرة كبرى”. وأضاف “اللهم انصر المجاهدين في الجزائر بجند من عندك ووحد كلمتهم”.عملية المناصحة أطلقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من أجل استعادة المنشقين في تنظيم الدولة. وقد أسفرت العملية في الأيام الأخيرة عن عودة 10 إرهابيين كانوا ضمن سرية المهاجرين في جبل إيفري بولاية بجاية.وكشف مصدر أمني رفيع، أن ما لا يقل عن 10 من مقاتلي تنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية، عادوا إلى تنظيم القاعدة الذي انشقوا عنه قبل نحو سنتين. وهو ما يعني نهاية تنظيم جند الخلافة في الجزائر تقريبا. حيث تشير تقديرات إلى أن عدد مقاتليه لا يزيد حاليا عن 30 إرهابيا موزعين بين الوسط والشرق.وكشف مصدر أمني موثوق أن المقاتلين العشرة لجماعة جند الخلافة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، بايعوا قبل أيام أمير تنظيم قاعدة المغرب عبد المالك دروكدال، على السمع والطاعة في موقع جبلي قريب من بلدية إعكورن بولاية تيزي وزو. وقال المصدر إن من بين المنشقين عن تنظيم داعش في الجزائر، القيادي بن هلال قادري، المكنى “أبو حفص”. وهو قيادي درجة ثانية في تنظيم جند الخلافة، يعتقد أنه مسؤول سرية المهاجرين التابعة لجند الخلافة، التي كانت تتمركز في منطقة إيفري بولاية بجاية. وقد انشق عن قاعدة المغرب، مع أول من انشقوا في سبتمبر عام 2014، ثم عاد إلى تنظيم القاعدة. وتشير مصادرنا إلى أن المنشقين العشرة العائدين إلى تنظيم القاعدة، عادوا بعد عملية مناصحة طويلة، يقودها الرجل الثاني في التنظيم أبوعبيدة يوسف العنابي. وكان تنظيم جند الخلافة قد طلب، في سبتمبر من عام 2014، على لسان أحد أبرز مؤسسه عثمان العاصمي، تنظيم مناقشة شرعية وفقهية مع تنظيم القاعدة حول مبررات عدم مبايعة داعش، إلا أن دروكدال عبد المالك رفض.. لكن الإرهابيين تجمعهم الآن وحدة المصير كما يقول مصدر أمني رفيع. الضربات الأمنية الأخيرة التي يتعرض لها تنظيمات جند الخلافة والقاعدة في بلاد المغرب، قلصت كثيرا من خريطة انتشار الجماعات الإرهابية من جهة، بالإضافة إلى تراجع عدد الإرهابيين، وعدم التحاق أعضاء جدد بالتنظيمين منذ فترة ليست بالقصيرة. ولا يزيد مجموع عدد الإرهابيين حاليا عن 400 إرهابي، أقل من 30 منهم في جند الخلافة التي باتت مهددة بالزوال.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات