38serv

+ -

طالبت جمعيات محلية وممثلون عن متضررين من فيضانات تمنراست بإعلان بلدية عاصمة الولاية منطقة منكوبة فورا. الجمعيات طلبت أيضا بحضور وزيري الداخلية والسكن إلى الولاية، والتحقيق في أشغال التهيئة ورصف الطرق وبعض المشاريع التي كشفت الأمطار أنها كانت مغشوشة.

 أجمع ممثلون عن جمعيات أحياء وممثلون عن المجتمع المدني في مدينة تمنراست على مطلب إعلان المنطقة منكوبة، وشددوا على ضرورة تنقل وفد وزاري للولاية، التي تحتاج إلى عملية عاجلة لإنجاز سكنات لصالح الأسر التي باتت اليوم بلا مأوى. حيث توجد عشرات الأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء، كما قال السيد عمران أوغيتي، أحد ممثلي الأسر التي تضررت من الفيضانات المدمرة.ويروي عمران أوغيتي تفاصيل الكارثة قائلا “في مساء يوم الخميس 11 أوت بدأ منسوب الماء في واد تمنغست في الارتفاع، بعد أن اشتدت الأمطار. وفي المساء ارتفع منسوب الماء داخل مجرى الوادي 7 أمتار، فخرجت المياه عن مجراها بسبب انخفاض مستوى الجدران الواقية وعدم وجودها تماما في مواقع عدة، ثم تسللت السيول بسرعة عبر الشوارع القريبة ثم عبر الأزقة أيضا”.وتجمع صباح أمس السبت عدد من المنكوبين في فناء بلدية تمنراست في وقفة احتجاجية، للمطالبة بتكفل الدولة بهم. بينما تنقل آخرون إلى أمام مقر الولاية حيث تجمعوا أيضا، مطالبين بنقلهم إلى سكنات اجتماعية فورا. وجاء المنكوبون من 4 أحياء ومناطق مختلفة في مدينة تمنراست. وأشار المتضررون من سيول يوم 11 أوت، إلى أن الفيضانات أتت على الأخضر واليابس في بيوتهم. وهم الآن بحاجة إلى تكفل سريع من السلطات، وتعويض عن الخسائر التي أصيبوا بها. وتبدو الكارثة أكبر بكثير في بعض الأجزاء من حي قطع الواد، حيث فقدت بعض الأسر كل تجهيزاتها وأفرشتها نتيجة السيول التي بلغ ارتفاعها في بعض المواقع المنخفضة 1.80 متر. وباتت عشرات الأسر ليلتها في العراء أول أمس، ولم تجد أي تكفل، حسب تصريحات منكوبين غاضبين التقيناهم في مدخل حي قطع الواد. في هذا الحي الأكثر تضررا طرق مدمرة تقريبا بشكل كلي. وهي تثبت حسب شكاوى السكان سوء تنفيذ مشاريع التهيئة السابقة لرصف الطرق. وقال السيد أويسي محمد أحد المنكوبين من حي قطع الواد في مدينة تمنراست “لم نحصل على أي شيء من السلطات ولم يزرنا أحد”.وأضاف المتحدث، وهو رب أسرة تتكون من 5 أطفال “لقد نام أطفالي الخمسة في العراء ليلة الجمعة إلى السبت بسبب انهيار جزئي في البيت الذي نقيم به”. ورغم أن بيت السيد أويسي يقع في مكان مرتفع عن السيول، إلا أن الأمطار أدت إلى انهيار جزئي فيه.وفي مواقع أخرى من حي قطع الواد أسر تحاول إخراج أغراضها أو ما تبقى من أغراضها من البيوت التي تضررت بشكل كلي أو جزئي.انخفاض مستوى الجدران الواقية من السيول أحد أهم أسباب الكارثةأقامت السلطات، قبل سنوات عديدة عند حافتي وادي تمنغست، جدرانا واقية، إلا أن ارتفاعها منخفض جدا، لدرجة أنها لا تشكل أي حاجز أمام مياه السيول عند امتلاء الوادي. وفي عدة مواقع لا توجد هذه الجدران بالمرة. وقد حمّلت جمعيات أحياء مسؤولية الكارثة لمديرية الموارد المائية ودائرة وبلدية عاصمة الولاية بالإضافة إلى السلطات الولائية. حيث قال ممثلون عن المجتمع المدني التقيناهم إن أغلب جمعيات أحياء وحتى منتخبين من المجلس الولائي طلبوا قبل سنوات برفع مستوى الجدران الواقية على طول المناطق الحضرية التي يخترقها وادي تمنغست، بالإضافة إلى الأودية والشعاب الصغيرة التي تصل إليه.. إلا أن السلطات رفضت التجاوب مع هذا المطلب، رغم أن فيضان وادي تمنغست تسبب في الكثير من المآسي لسكان المناطق المحاذية للوادي. ويتخوف مواطنون في الأحياء المتضررة من الأمطار الطوفانية في مدينة تمنراست، من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، بسبب الأضرار التي ألحقتها السيول بشبكة الصرف الصحي. وفي أكثر من مكان، خاصة في حي قطع الواد دمرت السيول جزئيا أو كليا قنوات الصرف الصحي، كما دمرت قنوات نقل ماء الشرب. وهو ما يعني أن الماء في العديد من المواقع بات غير قابل للاستهلاك.الأولوية للتكفل بالمتضررين وطلب عاجل للحصول على إعانات ترميممن جانب ثان، قال مصدر مسؤول من ولاية تمنراست إن الولاية خصصت مركزين لإيواء المتضررين من الفيضانات في عاصمة الولاية بشكل مؤقت، تمهيدا لدراسة وضعيتهم حالة بحالة من أجل التكفل بهم. وتعمل على مدار الساعة ورشات أطلقتها الولاية لإزالة أطنان من الطمي والأتربة من الطرق والساحات. ولم نتمكن من مقابلة الوالي ولا رئيس الدائرة بسبب انشغالهما. وقد صرح لنا مصدر مسؤول من ولاية تمنراست أن الأولوية الآن هي التكفل بالمتضررين، حيث شكلت ولاية تمنراست خلية أزمة تتكون من قطاعات: التضامن، الدائرة، البلدية، الحماية المدينة، الأشغال العمومية، الموارد المائية والسكن والعمران. كما قررت الولاية تشكيل لجنة لإحصاء وحصر الخسائر بدأت عملها منذ صباح يوم أمس السبت. وأشار مصدرنا إلى أن عدد الأسر المتضررة لا يزيد عن 70 أسرة، بعضها حصل قبل أشهر على إعانة الترميم في إطار السكن الريفي من أجل إعادة بناء بيته الطيني. كما أن عددا من الأشخاص هم في الواقع منكوبون أو متضررون مزيفون. مصدرنا أشار إلى أن السلطات ترفض الآن استعمال تعبير منكوبين بل متضررين، وأكد أن الوضع الآن هو تحت السيطرة ولا يدعو للقلق. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات