هل تقاطع الجزائر إسرائيل في كرة الجرس؟

+ -

ستكون الجزائر في موقف حرج قبيل المواجهة التي أفرزتها القرعة بين الجزائر وإسرائيل في لعبة كرة الجرس في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة التي ستقام شهر سبتمبر القادم بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وبالمناسبة ستعيد هذه المواجهة المرتقبة طرح الموقف الرسمي للجزائر حيال هذه القضية. مالت اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة برئاسة رشيد حداد إلى التكتم عن المواجهة المرتقبة طوال الأشهر الأخيرة في هذه اللعبة التي يطلق عليها أيضا كرة الهدف، بين المنتخبين الجزائري والإسرائيلي، وأيضا عن الموقف الذي ستتخذه إما بالمشاركة في المقابلة أو مقاطعتها.وعاشت الاتحادية تخبطا كبيرا منذ إجراء القرعة شهر ماي الماضي، ودخلت في حالة طوارئ بسبب الإحراج الذي وضعته فيها القرعة، بإفراز مواجهة لم تكن في الحسبان بين الفريقين الجزائري والإسرائيلي، خاصة أنها تعلم أن المشاركة فيها تعني العديد من الانتقادات وتُشوِّه سمعتها، ومقاطعتها تعني أيضا عقوبات شديدة تصل لدرجة الإقصاء من طرف اللجنة الدولية الباراليمبية لكن بالمقابل ستحظى بشعبية كبيرة من المؤيدين والمناصرين للقضية الفلسطينية. وتزامنا مع عدم استجابة الوزارة للرد على سؤال “الخبر”، تجنبت الاتحادية الخوض في هذه المقابلة المثيرة للجدل، خشيةً مثلما يبدو من تصريحات غير محسوبة النتائج تزعج السلطات العليا في البلاد وتثير ضجة تضع الجزائر في موقف صعب مع شركائها في العالم، واجتهدت الاتحادية الجزائرية سرا لتسوية المشكلة وطرحت عدة بدائل للالتفاف حول القضية تجنبا للإحراج المتوقع كخيار تعمد التأخر عن موعد الوصول إلى القاعة التي ستحتضن المواجهة، ما يعني خسارة المقابلة على البساط لكن الهيئات الرياضية العالمية أصبحت تدرك جيدا حيل الرياضيين الذين قاطعوا إسرائيل في المواعيد الرسمية السابقة، خاصة في الرياضات الفردية، كما تعرف الحساسية التي تطبع علاقات البلدان الإسلامية وإسرائيل على خلفية الصراع العربي - الإسرائيلي، بسبب احتلال إسرائيل للأراضي العربية.ووقعت الجزائر في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والبرازيل إلى جانب إسرائيل، فيما تضم المجموعة الرابعة أوكرانيا وتركيا وروسيا والصين وكندا، وخصصت المجموعتان الأوليان في منافسة فئة الذكور، وهي المنافسة التي تعرف أيضا مشاركة الجزائر، وتعد كرة الجرس رياضة يمارسها المكفوفون، وهي أكثر الرياضات شعبية وسط المكفوفين، وهي رياضة جماعية تم ابتكارها من قبل النمساوي هانز لورينزن لهذه الفئة، ويتنافس فيها فريقان يتشكل كل واحد منهما من 3 رياضيين يتبارزون على إدخال كرة يوجد بداخلها جرس في شباك الفريق الآخر، وهي حالياً رياضة مدرجة في الألعاب الباراليمبية.     

جزائريون قاطعوا وآخرون واجهوا رياضيي الكيان الصهيوني لن تكون المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الجزائري والإسرائيلي في كرة الجرس الأولى من نوعها التي سيتواجه فيها المنتخبان في المنافسات الرسمية، فمادامت إسرائيل عضوا في الاتحاديات الدولية للرياضات على غرار الجزائر، فهناك إمكانية حدوث احتكاك رياضي بين الجزائر وإسرائيل، وليس مستبعدا أن يحدث ذلك في الألعاب الأولمبية الحالية في ريو، وهي المرة الأولى التي تفرز القرعة مواجهة في رياضة جماعية بين الجزائر وإسرائيل، وآخر موعد بين الجزائر وإسرائيل كان بمناسبة الدورة التي نظمتها مدينة أبو ظبي الإماراتية في الجيدو قبل أشهر، حين تقابلت المصارعة جازية حداد مع مصارعة إسرائيلية تدعى كوهين جيلي، ولسوء حظها انهزمت المصارعة الجزائرية، ولم يثر الحدث أي رد فعل رسمي من الجزائر، في حين تناولته الصحافة الإسرائيلية بإسهاب، ووصفه أحد المواقع بالحدث الرياضي البارز، مع نشر صورة لمصافحة المصارعتين. وأعادت الواقعة الجديدة التي تناقلتها مختلف المواقع والصحف إلى الأذهان التهديدات التي أطلقتها اللجنة الدولية الأولمبية ضد الجزائر، بحرمان رياضييها من المشاركة في أي منافسة رياضية قادمة، في حال عدم مواجهة نظرائهم الإسرائيليين في أولمبياد لندن 2012.وجاءت التحذيرات وقتها على خلفية رفض المصارعة الجزائرية مريم موسى خوض منازلة أمام الإسرائيلية شاهار ليفي في وزن 52 كلغ، في بطولة العالم التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما. وحاولت الاتحادية الجزائرية للجيدو وقتها إبعاد شبهة المقاطعة عن مريم موسى، وقد عزت انسحابها من المواجهة إلى زيادة وزن المصارعة، فيما رفضت المصارعة هذا الادعاء، معترفة بأن قرارها جاء استجابة لمتطلبات التضامن مع فلسطين. ولم يكن الجزائريون الوحيدين الذين عزفوا في الماضي عن مواجهة الإسرائيليين، بل توجد حالات أخرى كان أبطالها عرب أيضا.                   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات