هولاند يطلب من بوتفليقة تعاونا أعمق في مكافحة الإرهاب

+ -

دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى “ضرورة إقامة تعاون ثنائي معمق بين الجزائر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يعتبر عدوا مشتركا”. هذه الدعوة من نظرة أمنية، تطلب فيها فرنسا من الجزائر “مراقبة أكبر على جاليتها”، ومن زاوية سياسية “وجود هولاند في موقف حرج وهو على مقربة من العهدة الرئاسية الثانية التي يحاول من خلالها تحسين الأوضاع الأمنية في بلاده”.قال فرنسوا هولاند، في رسالة شكر وجهها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، عقب التعازي التي قدمتها الجزائر لفرنسا في الهجوم الذي استهدف كنيسة سانت إيتيان، إن “هذه الظروف الحزينة تؤكد (فرنسا) أكثر من أي وقت مضى، على ضرورة إقامة تعاون ثنائي معمق في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف حماية لمواطنينا”. وأوضح هولاند، في رسالته، نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، التي تعد الثانية في أقل من شهر يوجهها لبوتفليقة، أنه “باسم الشعب الفرنسي وباسمي الخاص، أعبر لكم عن شكري نظير التعازي التي وجهتموها لي بعد الاعتداء الإرهابي الشنيع، الذي استهدف كنيسة سانت إيتيان دو روفري، بالسين البحري”، مضيفا: “لقد تأثرت كثيرا بعد عبارات المواساة والتضامن الصادرة عن بلد صديق، والذي عانى هو نفسه أشد المعاناة من العنف الإرهابي”. وأبلغ الرئيس الفرنسي نظيره الجزائري بأن “آفة الإرهاب تعتبر عدونا المشترك، وأن مواجهته تشكل أولوية لبلدينا، ونحن بحاجة إلى العمل معا أكثر، وأنا مدرك لالتزام بلدكم لتحقيق هذا الهدف”، متابعا: “تلك الأعمال الهمجية لا علاقة لها بالإسلام”.وذكر فرانسوا هولاند أن “الجمهورية ترفض كليا منطق الإرهابيين، الذين لا يسعون إلا لزرع الانقسام والحقد، ويريدون جعل مسلمي فرنسا رهائن، أما اليوم فإن إسلام فرنسا مجند لمكافحة أولئك الذين يستهدفون بلدنا وقيمه، من خلال تبني تصور مميت عن الدين، ولن نتركهم يفعلون ذلك وسنقف حاجزا أمامهم، لأنه بهذا الشكل سننتصر في هذه الحرب”.تعليقا على الرسالة من زاوية سياسية، أفاد المحلل السياسي رشيد قريم، في اتصال مع “الخبر”، بأن “الرسالة في حد ذاتها لا تحمل جديدا في إطار التعاون بين الجزائر وفرنسا، لأن المشكل الحالي بين البلدين يتعلق بالهجرة غير الشرعية”، مضيفا: “ففرنسا ترى في الجزائر مركز عبور لمهاجرين غير شرعيين يأتونها من ليبيا والمغرب وحتى تونس، والرسالة معناها دعوة فرنسية لفرض الجزائر رقابة شديدة على الجزائريين الذي يريدون الالتحاق بالجماعات الإرهابية، فيما السبب الأبرز أن هولاند على مقربة من عهدة رئاسية ثانية فهو يحاول فك مشكل الإرهاب في فرنسا بأي طريقة”. ومن نظرة أمنية لرسالة هولاند لبوتفليقة، أشار الخبير الأمني أكرم خريف، في تصريح لـ«الخبر”، إلى أن “هولاند يطلب من بوتفليقة أن تأخذ قوات الأمن الجزائرية عموما وجهاز المخابرات تحديدا، بعين الاعتبار الجالية الجزائرية في فرنسا والمهجر بصفة عامة، وأن يجري تطويق استخباراتي للمهاجرين مثلما تقوم به المغرب”.وذكر أكرم خريف أن “فرنسا ربما تريد استنساخ التجربة المغربية في بلجيكا، التي سمحت للشرطة المغربية على أراضيها بأن تقوم بدوريات لمراقبة الجالية المغربية فوق أراضيها (بلجيكا)، أو مثلما تقوم به أيضا قوات من الشرطة الصينية في فرنسا لرقابة الجالية الصينية، أما في المجمل فالعلاقات الأمنية بين الجزائر وفرنسا وطيدة، والمخابرات الجزائرية لم تمتنع يوما عن تزويد فرنسا بالمعلومات اللازمة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات