+ -

 سجل القيادي الأفالاني عبد الكريم عبادة، في حواره مع “الخبر”، أن تشخيص مجموعة المجاهدين الـ14، الداعين لرحيل الأمين العام الحالي عمار سعداني، لواقع الحزب، يتوافق مع مطالب الحركة التقويمية التي يقودها. مستبعدا عودة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم إلى منصبه. ويرى أن تحركات مجموعة نواب حاليين وسابقين في الحزب تهدف للتموقع في الانتخابات المقبلة. بصفتك من أطر الحزب، وكمجاهد، ما تعليقكم على رسالة المجاهدين الـ14 التي يطالبون فيها برحيل الأمين العام للحزب عمار سعداني أو نزع شعار الأفالان؟ بدل أن يبقى الحزب رهينة في يد جماعات أو أشخاص لتحقيق مآرب أو مصالح ذاتية، فاقدا للمصداقية وبعيدا عن هموم الشعب، من الأفضل له أن يتحرر، أو يسلم إلى المناضلين الشرفاء لإعادة بنائه وتمكينه من القيام بأدواره، ومنها إكمال رسالة نوفمبر التي لم يكتمل تجسيدها.لا شك أنكم تابعتم رد فعل قيادة الحزب على الرسالة، والتأويلات التي أعطوها لها.. ما تفسيركم لهذا الرد العنيف؟الرسالة التي وجهها المجاهدون كانت متأخرة، غير أنها رصدت حقيقة وضع الحزب وقامت بتعريته. وهذا أثار مخاوف القيادة الحالية، لأن للمجاهدين كلمة مسموعة. ما يفسر بالتالي قسوة الرد. فراح كل واحد يجتهد في الرد والشتم إرضاء لولي نعمته عمار سعداني (الأمين العام).أنصار سعداني يقولون إنه ليس المستهدف بالرسالة بل من يوفر له الحماية السياسية والقانونية أي الرئيس بوتفليقة؟  أزمة الأفالان ليست في شخص سعداني أو غيره. وهذه نقطة الخلاف مع الإخوة الذين يتحركون مؤخرا، فهم يريدون الإطاحة به واستخلافه بآخر مستنسخ عنه. في حين إن أزمات الحزب لا تعالج بتغيير الأمناء العامين. فهناك قضايا ذات أولوية: الخط السياسي، دمقرطة مؤسسات الحزب، وتطوير الأداء.. وهذا لا يكون إلا بمؤتمر سيد، ينتخب قيادة من قبل المناضلين الحقيقيين، ووضع برنامج وخارطة طريق. واقتراحنا في الحركة التقويمية بتشكيل قيادة جماعية من أطر الحزب المعروفين بنزاهتهم والتزامهم، يتولون الإعداد لمؤتمر مسؤول وسيد، ينتخب قيادته بكل ديمقراطية دون تدخل أو إملاءات. وهو في اعتقادي الحل المتاح لإعادة الاعتبار للحزب. ومادام هدف التحركات الحالية لخدمة أشخاص وتنفيذ أجندات، فلن يجد الحزب عافيته.نشهد حاليا مزيدا من تفكيك المفكك في صفوف معارضي قيادة الحزب، في وقت يلزم الوحدة لتغيير الوضع القائم.. ما رأيكم؟  التحركات الأخيرة لمعارضي القيادة لا تنطلق من قناعات أو مبادئ بل من ولاءات. فهناك زمرة تشتغل لصالح بلخادم، وأخرى لعبد الرحمان بلعياط، ناهيك عن كون بلعياط نفسه يشتغل لنفسه مرة ومرة لصالح بلخادم. أما حركة النواب فذات صلة بالانتخابات. لقد أدركوا أن فرصة إعادة ترشحهم منعدمة، لهذا يشتغلون للإطاحة به. وهناك أيضا تناقض الخطاب، فالبيان الذي أصدرته المجموعة التي تشتغل مع العياشي دعدوعة ورد أنها تدعم الرئيس بوتفيلقة، وملتزمة بالدفاع عن برنامج الرئيس. علينا أن نسال من وضع سعداني على رأس الأفالان أليس هو بوتفليقة. هذا تناقض.. فمن غير المقبول أن نقول بمعارضة سعداني وندعم الرئيس في آن واحد.يجري الترويج حاليا لعودة عبد العزيز بلخادم لمنصبه. والبعض يتحدث عن خيار عبد القدر حجار. ما تعليقك؟  هل رأيتم أمينا عاما ترك منصبه وعاد إليه. لا ڤايد احمد، ولا يحياوي، أو مساعدية أو مهري أو بن فليس عادوا إلى مناصبهم. ويجب ألا ننسى أن بلخادم مسؤول عما وصل الحزب إليه الآن، هو من أوصل سعداني إلى المنصب ومنحه صوته في 29 أوت 2013. وعلينا أن نتساءل: هل مصير الحزب مرتبط فقط بشخص بلخادم أو خليفته سعداني؟ فالأفالان يتوفر على كفاءات وقدرات أفضل. ونتساءل: لماذا هو؟ في رأيي هذا التركيز وتغذية الشائعات يضمن لهم التموقع والحضور الإعلامي لهم ولبلخادم حتى لا يتم نسيانه من التداول. أما بالنسبة لـ”عبد القدر حجار”، فلا أعتقد أنه مهتم بهذا المنصب. لكني لا أستبعد قيام بعض العناصر باستعمال اسمه. في ظل هذا التوصيف الذي قدمته للحزب. كيف سيكون أداؤه في الانتخابات المقبلة؟  إذا استثمر الانقسام والتحلل والتسيب والتموقع، وفي حال تأخر عملية الإنقاذ، الحزب سينهار في الانتخابات المقبلة في ظل رداءة الأداء. الحزب مهدد، ويواجه خطرا فعليا.أطلقت قيادة الحزب مبادرة الجدار الوطني. لكن عضويتها اقتصرت على أحزاب حديثة التأسيس. ما هي الأغراض الحقيقية من المبادرة في رأيكم؟ هذا دليل آخر على انحسار الحزب، إنه يشتغل مع أقزام. هل هذا هو قدرنا؟ أرأيتم كيف أصبح حزبنا يقترح أموالا على المواطنين الجالسين في المقاهي لملء اجتماع المبادرة؟ ومن الواضح أن المبادرة وضعت لضمان حضور إعلامي لسعداني في الساحة، حيث يمدح ويشتم. ولا شك أن الرأي العام وقواعد الحزب لاحظوا كيف اختصر تاريخ حزب في تجمعات للمديح والشتم ولأخذ الصور. هذا شيء مؤلم.. أين هو البرنامج والنشاط المركزي والقاعدي؟ أين هو: الخطاب السياسي والإنتاج الفكري، واقتراح البدائل والحلول لأزمات البلد، تصحيح الأوضاع وتنشيط المجتمع، تحريك التنمية، والمساهمة في التسيير عن طريق مناضليه؟أضف إلى هذا هم يتبجحون علينا حاليا بأن الأفالان صاحب الأغلبية. لكن هذه مغالطة، لأن الأغلبية ليس في العدد، بل في الفعالية والقرار. ماذا استفاد الحزب من حيازته على هذه الأغلبية؟ هل تفكر حركة التقويم والتأصيل في تقديم قوائم عنها في الانتخابات المقبلة؟كانت لنا في انتخاب 2012 تجربة حيث شاركنا بقوائم مستقلة، لكن الإدارة أسقطتها. وبالنسبة للانتخابات المقبلة، لن نكرر التجربة وسندعم منتخبي الحزب الشرفاء، ومنهم مناضلونا المهيكلون في القسمات، خدمة لحزبنا وليس مناصرة لأشخاص. ويؤسفنا كثيرا أن نبقى بعيدا عن معارك مثل هذه. ونتأسف كثيرا لكوننا مشلولين ولا نعرف كيف نشارك في إنجاح الحملات الانتخابية لحزبنا، بسبب تهميشنا بحكم معارضتنا خيارات القيادة الحالية.ما تعليكم على قانون الانتخابات الجديد وفرض قيود على مشاركة الأحزاب فيه؟  رأيي الشخصي وكديمقراطي، أرى أن أحكام القانون تتضمن تحجيما وتقييدا للحريات وتضييقا على الممارسة الديمقراطية، رغم أني ضد وجود أحزاب نكرة توجد فقط على الورق..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات