رصد تقرير الخارجية الأمريكية للحريات الدينية لسنة 2015، عددا من المضايقات التي تعترض أتباع الديانات الأخرى غير الإسلام في الجزائر. وتطرق لما اعتبره تنامي ظاهرة معاداة السامية في المجتمع الجزائري، بناء على مراقبة دقيقة لنشاط الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي.لم يشذ تقرير الحريات الدينية لسنة 2015، عن سابقيه، فقد استمر في تقييمه السلبي عموما لواقع ممارسة الشعائر الدينية خاصة بالنسبة لغير المسلمين، وانتقد محاكمة أفراد بناء على كتابات أو آراء تتناول المسائل الدينية، وتكييفها وفق القانون الجزائري على أنها “ازدراء للإسلام”.ورصد التقرير حالات إدانة لصحفيين ونشطاء بتهم إهانة الإسلام أو رموزه. ونقل عن مسؤولين عن الكنائس المسيحية في الجزائر، وجود ملاحقات ضد المتحولين إلى المسيحية، ومنعهم من النشاط والتنقل بحرية في الجزائر، وذكر حالة توقيف لواحد من هؤلاء في مستغانم، بمجرد أن عثر في سيارته على مجموعة من الأناجيل.ورغم نفي ممثلين للكنائس المسيحية المعتمدة في الجزائر وجود أي تدخل من السلطات الجزائرية في عملهم، إلا أنهم اشتكوا في المقابل من صعوبات بيروقراطية كبيرة تواجههم في تقديم خدماته الدينية، وذلك بسبب تأخر تكييفهم وفق قانون الجمعيات لسنة 2012. وهو ما يصعّب عليهم، كما قالوا، إجراء عمليات مالية لازمة لتمويل نشاطهم.وتناول التقرير أيضا مخاوف السلطات الجزائرية من وجود نشاط تبشير بالمذهب الشيعي في الجزائر، مستندا إلى تصريحات وزير الشؤون الدينية وردود الأفعال الواسعة التي أعقبت حديث رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر حول وضع الشيعة في الجزائر.وحسب الخارجية الأمريكية، فإن الجزائر مازالت تواصل منع استيراد الكتب الدينية المسيحية منذ 2014 بشكل عام، ولم تسمح سوى لجمعية دينية معتمدة في نوفمبر الماضي بإدخال عدد من الأناجيل. لكن ذلك لم يمنع، حسب التقرير، الباعة في السوق السوداء من تداول الأشرطة الدينية المسيحية والكتب دون أن يعترضهم أحد. وبخصوص اليهود في الجزائر، أبرزت الخارجية الأمريكية أن أتباع هذه الديانة لا يزالون يرفضون الجهر بمعتقداتهم أو ممارسة طقوسهم علنا. غير أن الجديد الذي حمله التقرير أن هناك تناميا في المجتمع الجزائري لمعاداة السامية (كراهية اليهود).وفي هذا الإطار، استند معدو التقرير على فيديو يمثل “تجربة اجتماعية” أعدها مجموعة من الشباب ونشروها على يوتيوب في أكتوبر الماضي، حول رد فعل الجزائريين شديدة السلبية من رؤية يهودي يسير في شوارعهم مرتديا الطاقية واللباس الديني المعروف عن اليهود.وحسب تقديرات الخارجية الأمريكية، فإن نسبة المسلمين السنة في الجزائر تعادل 99 بالمائة، بينما تتفرع 1 بالمائة المتبقية إلى مسلمين إباضيين ومسيحيين ويهود وأحمديين ومسلمين شيعة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات