أثارت القائمة الجديدة للاعبي المنتخب الوطني الأول التي نُشرت باسم المدرّب الجديد، ميلوفان راييفاتس، تساؤلات كثيرة حول حقيقة الوضع داخل بيت المنتخب والاتحادية على حدّ سواء، كون بعض الأسماء الواردة في القائمة والأخرى المغيّبة، تشير بصراحة إلى “استخفاف” من أعدّ القائمة بالجماهير.قائمة الـ26 لاعبا المعنيين بالمشاركة في التربّص المقبل الذي يسبق مباراة الجولة السادسة والأخيرة لتصفيات “كان 2017” المقررة بالجزائر أمام منتخب لوزوتو بداية سبتمبر المقبل، ضمّت اسم المدافع الياسين كادامورو، رغم تراجع مستواه وعدم قدرته على البقاء في الدرجتين الأولى أو الثانية لأي بطولة في أوروبا. كون كادامورو يعود إلى منتخب راييفاتس وهو في الدرجة الثالثة من بطولة متواضعة إن لم نقل ضعيفة، وهي البطولة السويسرية منذ أن أمضى الموسم الماضي، مضطرا، في سيرفيت جنيف.الاستعانة بلاعب ينشط في المستوى الثالث في بطولة ضعيفة، يعيدنا إلى الوراء بنحو عشرين سنة، حين كان المنتخب في تلك الفترة لا يملك فرصة الاستنجاد بالمغتربين من أعلى مستوى، بسبب عدم وجود أي لاعب جزائري ضمن كبار النوادي والبطولات الأوروبية، ما فتح الباب واسعا أمام لاعبين مغمورين لكسب صفة اللاّعب الدولي، بفضل تواجدهم في بطولة أجنبية بغض النظر عن مكانة النادي ومستوى البطولة المتواجد فيها.وعاد المدافع مهدي تاهرت إلى المنتخب، وهو الذي لم يقنع حتى كريستيان غوركوف حين منحه الفرصة، وتم تفضيل هذا الأخير على عدة مدافعين جزائريين رغم أن تاهرت لا يلعب سوى لنادي راد ستار الفرنسي. وكأن اللّعب لفريق أجنبي يمنح أي لاعب الأولوية على لاعبي البطولة الجزائرية، بشكل يجعل المعيار في الاختيار غير منطقي، ويخضع لـ«الكوطات” أكثر منه للجوانب التقنية والبدنية.نغيز يزكّي المهزلةوالغريب في الأمر أن الإعلان عن القائمة الجديدة للمنتخب الأول تزامن مع مشاركة المنتخب الأولمبي في دورة ريو دي جانيرو، وبغض النظر عن النتائج الفنية لتشكيلة المدرّب بيار أندري شورمان، فإن التواجد في الأولمبياد بعد 36 سنة كاملة من الغياب، يمنح اللاّعبين الأولمبيين الأولوية وحق الاستفادة من فرصة في المنتخب الأول، طالما أن حالة التسيّب بلغت حدّ توجيه الدعوة للاعبين من مستويات دنيا، بشكل يترك الانطباع بأن المحسوبية والصداقة هي التي حدّدت القائمة التي أعدّها يزيد منصوري ونبيل نغيز، وتم فرضها على المدرّب الجديد الذي لا يملك أية معلومات دقيقة عن اللاّعبين.وما يثير الاستغراب، أن نبيل نغيز، المدرّب المساعد، وافق على اعتماد قائمة غير منطقية رسّمت أيضا عودة عدلان ڤديورة من الباب الواسع، وهو (نغيز) أوكلت له، في عهد غوركوف، مهام متابعة اللاّعب المحلي، في إشارة واضحة إلى محاولة تحييده من المنتخب الأول الذي يرتكز أساسا على المدارس الأوروبية. ما يعني بالضرورة بأن نبيل نغيز لم يرق بتفكيره إلى إدراك أن تزكية مثل هذه القائمة هي ضرب لمصداقيته واحترفيته، ويؤكد أيضا بأن تواجده في المنتخب، في نظر منصوري والمساعدين الأجانب وحتى رئيس الاتحادية، لا يعدو أن يكون رقما من أرقام لعبة “الكوطات” لذر الرماد في العيون، والقول بأن التقني المحلي واللاّعب المحلي ممثلان في المنتخب.الخسارة هي إخفاق للكرة الجزائرية وليس للاّعب المحلييحدث هذا، في الوقت الذي عاد المدرّب الجديد لـ«الخضر”، الصربي ميلوفان راييفاتس، إلى الجزائر قبل يومين فقط، للإشراف على تحضيرات التربص المقبل، كون راييفاتس أمضى على عقده في بداية جويلية والتقى بالإعلاميين ثم عاد إلى بيته، ما سمح له بتقاضي أول راتب شهري له دون ممارسة مهامه أصلا.وكان على رئيس الاتحادية إجبار راييفاتس، مثلما حاول القيام به مع حاليلوزيتش للانتقام منه فقط، البقاء في الجزائر ومباشرة العمل من خلال جمع كل المعلومات عن لاعبي المنتخب ومعاينة مبارياته، إلى جانب معاينة المنتخب الأولمبي في ريو، حتى يكون على اطلاع بكل تفاصيل المنتخب الذي يشرف عليه، والمقرر، حسب بنود العقد، تأهيله إلى المونديال المقبل.تفضيل لاعبين في نهاية المشوار، مثل وليد مسلوب، وآخرين من أندية صغيرة في صورة كادامورو وتاهرت، ولاعبين آخرين أيضا لم يحظوا بأية فرصة مع المدرّبين السابقين مثل ڤديورة، على لاعبي المنتخب الأولمبي من طراز: بن خماسة وبونجّاح وعبد اللاّوي وبن غيث ودمّو وبن دبكة وبن قابلية ومزيان وآخرين.. والاكتفاء بلاعب واحد فقط هو فرحاني، إعلان صريح من طرف الاتحادية بأن اللاّعب المحلي يأتي في آخر الاهتمامات. ما يؤكد في النهاية بأن أي خسارة لكل من المنتخبات الوطنية يتم تصنيفها في خانة الإخفاق، هي في الحقيقة إخفاق للكرة الجزائرية وسياستها واستراتيجيتها وليس إخفاق اللاّعب المحلي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات